واشنطن تقطع يد التسليح عن الحوثيين.. ما أهمية ذلك؟
يبدو أنّ تغيرًا كبيرًا حدث للاستراتيجية التي تتبعها الإدارة الأمريكية في تعاملها مع المليشيات الحوثية، في محاولة لإخماد لهيب إرهاب هذا الفصيل المدعوم من إيران.
ففي خطوة ضغط جديدة، وسّعت الإدارة الأمريكية دائرة عقوباتها على إيران، لتشمل أفرادا وكيانات إيرانية، مرتبطة بتهريب الأسلحة إلى المليشيات الحوثية، وكذا إلى فصائل موالية لطهران في دول العراق وسوريا ولبنان.
وطالت العقوبات الجديدة التي فرضتها واشنطن سبعة كيانات إيرانية تعمل في مجال الشحن، على صلة بنقل وتهريب الأسلحة التقليدية بالإضافة إلى فردين اثنين.
من جانبه، شدّد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في بيان، على أنَّ انتشار الأسلحة التقليدية الإيرانية يهدد الأمن الإقليمي والدولي.
الخطوة التي اتخذتها الإدارة الأمريكية تأتي بعد أيام من إعلان التوجّه نحو تصنيف المليشيات الحوثية، وهو أمرٌ قوبل بالكثير من ردود الأفعال المؤيدة بل والداعية للمزيد من الإجراءات في هذا الصدد.
إقدام واشنطن على تكثيف الضغوط على الشركات التي تنقل الأسلحة للحوثيين أمرٌ يحمل أهمية بالغة فيما يتعلق بالعمل على وأد إرهاب المليشيات بشكل كبير، بعدما يتم قطع طريق التسليح عنها، وهذا أمرٌ تمّت الدعوة إليه في كثير من المناسبات.
وتفطن الإدارة الأمريكية لخطورة السماح لإيران لأنْ تتمادى في تنفيذ بنود مؤامرتها الخبيثة الرامية إلى نشر الكثير من الفصائل الإرهابية في المنطقة، والعمل على تسليحها بشكل مكثف بما يُمكّنها من التوسّع في أجندتها الخبيثة.
وعملت إيران طوال الفترة الماضية، على تكثيف دعمها المسلح لجماعات تابعة لها،بداية من الحشد الشعبي في العراق، مرورًا بحزب الله في لبنان، وصولًا إلى حركة حماس والجهاد في فلسطين، حتى الحوثيين في اليمن.
وبالحديث عن اليمن على وجه التحديد، فمن الواضح أنّ إيران تسعى لاستنساخ نموذج حزب الله في لبنان، ليكون لها الكلمة العليا في اليمن، وذلك من خلال زرع فصيل عسكري إرهابي يتمثّل في الحوثيين.
الأكثر من ذلك أنّ إيران تسعى إلى تكوين شبكة عنكبوتية مترابطة بين مليشياتها المسلحة من أجل دعم مشروعاتها التوسعية وامتداد الفكر الشيعي في المنطقة.
استنادًا إلى ذلك، فإنّ هناك حاجة ماسة لأنْ يتم تكثيف الضغط على هذا المحور الشرير، وأن يتم اتخاذ كافة الإجراءات التي تعرقل وصول الأسلحة الإيرانية إلى الفصائل الإرهابية التي لوّثت بها المنطقة.