المفاجآت ووفرة الأهداف شعار الجولة الأولى بمونديال اليد
مع ختام فعاليات الجولة الأولى من دور المجموعات ببطولة العالم الـ27 لكرة اليد، كشفت العديد من المباريات مدى قوة النسخة الحالية من البطولة وأن ترشيحات التأهل للدور الرئيسي، التي سبقت انطلاق هذه النسخة، قد تصطدم بعدد من المفاجآت.
وما زالت البطولة في بدايتها، ولكن المستوى الذي ظهرت به العديد من الفرق في هذه النسخة ينذر بعدد من المفاجآت ليس في هذا الدور فحسب وإنما في الدور الثاني (الدور الرئيسي) للبطولة وربما في الأدوار النهائية أيضا.
وخلال 16 مباراة أقيمت حتى الآن بواقع مباراتين في كل مجموعة، شهدت البطولة 911 هدفا بمتوسط بلغ نحو 57 هدفا في المباراة الوحدة وهو معدل جيد خاصة في ظل ارتفاع مستوى العديد من الفرق عما كان متوقعا ما يعني أن المباريات التي تشهد السيطرة من طرف واحد بشكل تام لم تعد موجودة بشكل كبير.
وفرض العملاقان الدنماركي حامل اللقب والألماني المرشح القوي للفوز باللقب كلمتهما مبكرا في البطولة بفوز كبير للأول على نظيره البحريني 34 / 20 وفوز كاسح للمنتخب الألماني على أوروجواي 43 / 14.
وفيما ظهر منتخب أوروجواي، أحد الوجوه الثلاثة الجديدة في بطولات العالم، بمستو متواضع أمام نظيره الألماني في المجموعة الأولى، كان منتخب الرأس الأخضر (كيب فيردي) الوجه الجديد الآخر بمستو أفضل كثيرا في مواجهة نظيره المجري بنفس المجموعة وإن خسر بفارق سبعة أهداف (34/27).
وقد يصب هذا في مصلحة منتخب الرأس الأخضر في المنافسة مع أوروجواي على بطاقة التأهل الثالثة من هذه المجموعة إلى الدور الثاني كما يعني ضرورة توخي الحذر من منافسي الفريق الأفريقي في المواجهات المقبلة.
وفي المجموعة الثانية، وعلى الرغم من المشاكل التي واجهت المنتخب البرازيلي قبل سفره إلى مصر وغياب عدد من عناصر الفريق، سواء من اللاعبين أو الطاقم التدريبي بسبب إصابتهم بفيروس "كورونا" المستجد، فجر الفريق المفاجأة وتعادل مع المنتخب الإسباني العريق والفائز بلقب المونديال في نسختي 2005 و2013.
وفي المجموعة نفسها، كان المنتخب التونسي ندا قويا لنظيره البولندي الذي حقق طفرة كبيرة في السنوات الأخيرة وأصبح مرشحا للوصول بعيدا في البطولة.
ولكن المنتخب التونسي سيكون عليه بذل جهد أكبر خلال مباراته غدا أمام البرازيل إذا أراد المنافسة على إحدى بطاقات التأهل من هذه المجموعة إلى الدور الثاني حيث أصبح بحاجة ماسة للفوز على البرازيل من أجل الحفاظ على فرصته.
وفي المجموعة الثالثة، ثأر المنتخب القطري لهزيمتيه السابقتين أمام المنتخب الأنجولي، وكانت الهزيمة الثانية للعنابي أمام أنجولا خلال النسخة الماضية من المونديال، ولعب هذا الفوز دورا بارزا في عدم تأهل المنتخب القطري للدور الرئيسي من البطولة علما بأنه كان الفوز الوحيد للمنتخب الأنجولي في مجموعته بالدور الأول.
وتغلب المنتخب القطري على عناد الفريق الأنجولي وفاز عليه 30 / 25 ليتصدر العنابي المجموعة مبكرا فيما شهدت المباراة الثانية بالبطولة إحدى المفاجآت المبكرة في هذه النسخة بتعادل المنتخب الياباني مع نظيره الكرواتي العريق 29 / 29، وكان من الممكن أن تصبح المفاجأة أكبر لكن المنتخب الكرواتي أفلت من الهزيمة في الثواني الأخيرة من المباراة.
وكشر المنتخب الدنماركي عن أنيابه مبكرا وأكد استعداده للدفاع عن اللقب العالمي من خلال الفوز على البحرين 34 / 20 فيما شهدت الكمباراة الأخرى للمجموعة فوزا متوقعا للمنتخب الأرجنتيني على منتخب الكونغو الديمقراطية الذي يشارك للمرة الأولى في المونديال.
وفي إطار منافسة أوروبية خالصة، حقق المنتخبان الفرنسي والسويسري الفوز على نظيريهما النرويجي والنمساوي على الترتيب بالمجموعة الخامسة علما بأن المباراة بين فرنسا والنرويج كانت بمثابة مواجهة مكررة لنهائي البطولة في 2017 ما يعني أن المنتخب الفرنسي صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالمونديال (ست مرات) سيكون مرشحا قويا للمنافسة مع منتخبات أخرى مثل ألمانيا والدنمارك والسويد على لقب البطولة.
وبرهن المنتخب السويسري مبكرا على أحقيته بالتواجد في مونديال العمالقة حيث حقق الفوز على النمسا علما بأن مشاركة سويسرا بهذه النسخة لم تحدد إلا قبل ساعات على انطلاق البطولة وذلك بعد انسحاب المنتخب الأمريكي بسبب إصابة العديد من لاعبيه بفيروس "كورونا" المستجد.
وشهدت المجموعة السادسة مفاجأة مبكرة من العيار الثقيل حيث تغلب المنتخب البرتغالي صاحب التاريخ المتواضع على نظيره الأيسلندي أحد المنتخبات المميزة في عالم كرة اليد ليتصدر المنتخب البرتغالي المجموعة بفارق الأهداف فقط أمام المنتخب الجزائري الذي حسم لصالحه ديربي الشمال الأفريقي مع جاره المغربي بعد مباراة قوية ومثيرة بين الفريقين في مستهل مشوارهما بالبطولة.
وجاء فوز البرتغال في هذه المجموعة ليربك الحسابات مبكرا في هذه المجموعة على الأقل فيما يتعلق بالصدارة.
وفي المجموعة السابعة، حقق منتخبا السويد بطل العالم أربع مرات سابقة ومصر صاحب الأرض انتصارين متوقعين على مقدونيا الشمالية وتشيلي على الترتيب وإن ظهر منتخب تشيلي بمستو جيد في المباراة الافتتاحية يوحي بمزيد من الإثارة في هذه المجموعة وإلى صراع قوي على بطاقة التأهل الثالثة من هذه المجموعة بين تشيلي ومقدونيا الشمالية حال سارت الأمور بلا مفاجآت بالنسبة للمنتخبين السويدي والمصري.
وفي المجموعة الثامنة، حقق المنتخب السلوفيني رقما قياسيا خاصا مبكرا يتعلق بعدد الأهداف التي يسجلها الفريق في مباراة واحدة بكأس العالم وذلك من خلال فوزه الكاسح 51 / 29 على نظيره الكوري ليؤكد المنتخب السلوفيني قدرته على المنافسة بقوة للوصول بعيدا في هذه النسخة من المونديال فيما انتهت المباراة الأخرى في المجموعة بالتعادل 32 بين المنتخب البيلاروسي ومنتخب الاتحاد الروسي لكرة اليد.
وأكدت مباريات الجولة الأولى على ارتفاع مستوى العديد من المنتخبات وأن الفارق في المستوى بين العديد من الفرق لم يعد كبيرا مثلما كان في الماضي ما يبشر بمزيد من الإثارة في هذه النسخة لتعويض غياب الجماهير عن المدرجات بسبب جائحة كورونا.