باتيس يطلق دعوة الحرب

الاثنين 18 يناير 2021 16:28:00
باتيس يطلق دعوة الحرب

تصرف قيادات تنظيم الإخوان الإرهابي الأنظار عن إجرام مليشيا الحوثي في الشمال، بالحشد لمعركة على مختلف المستويات في الجنوب العربي.

وإذا دفع تحالف المصالح مليشيات الشرعية الإخوانية ومليشيات الحوثي إلى المهادنة، فإن العداء يقود طريقهما سويًا إلى الجنوب.

وعمليًا، بدأت عملية الحشد نحو الجنوب، قبيل إطلاق الرئيس اليمني المؤقت، عبدربه منصور هادي، قرارته الأحادية بتعين زمرة من الفاسدين والمجرمين في مناصب قيادية عليا بإيعاز من الإصلاح الإخواني للرئيس المتدثر بثوب الشرعية الذي خرقته قرارات ترضية عصابة الإخوان.

وعلى الرغم من مسار اتفاق الرياض السلمي والذي يختار للطرفين طريقًا توافقيًا، تأبى أطراف الأجندة الإقليمية الإخوانية القبول بغير المسار الصدامي التحامًا مع الحوثيين ضد الجبهة الجنوبية.

وطغت خلال اليومين الماضيين ملامح الموجة الثانية من الحشد، بدعوات صريحة لغزو الجنوب، كان من بين مروجيها مستشار الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي، عضو مجلس الشورى، المدعو صلاح باتيس المقيم في تركيا، والمقرب من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

ولم يخجل باتيس عضو التنظيم الإخواني الدولي من دعوته، التي وصف فيها شعب الجنوب بالأعداء، وإنما زعم أن جيش عبدربه على أهبة الاستعداد، متغافلًا عن سيناريو الانسحابات المتواصل منذ ست سنوات، على الجبهات مع مليشيا الحوثي، أو ربما يتحدث عن مليشيات الإخوان الإرهابية التي تكدست في معسكرات منتشرة في عدة محافظات، بتمويل من تنظيم الحمدين، وبدأت تحضيراتها العسكرية في أبين بتعزيزات من مأرب عبر دفعات صغيرة منعًا لرصدها.

وفي حين يصف الإرهابي باتيس الجنوب بأنه عدو مستنزف، فلا يمكن إنكار موالاة تنظيم الإخوان الإرهابي مليشيا الحوثي التزامًا بالتحالف الفارسي التركي وأجندتهما لمنح اليمن للحوثين والجنوب لتنظيم الإخوان.

وبينما يسهل تطبيق صفقة بيع اليمن للحوثيين، تتخوف قيادات تنظيم الإخوان الإرهابي من فشل مخطط التمكين في الجنوب، بعد ما فرضه اتفاق الرياض من واقع، فلا تجرؤ على الصمت على المضي في مسار تطبيق الاتفاق، وتتكالب على رئيس مُسن يزهو كمراهق بمقعد حكم بلا سلطة ورئاسة تحت وصاية إخوانية، وحاشية لا تعصمه من الغدر إن خالف مشورتها.

لذلك فإن دفع تنظيم الإخوان نحو إعلان العداء للجنوب والاستعداد لحشد مليشيات التنظيم الإرهابية للانقضاض عليه، ربما يؤشر على قرب انتزاع قيادات التنظيم الإخواني توقيع مماثل من عبدربه بحرب شاملة على الجنوب، يسمح للمليشيا الإرهابية بارتكاب المذابح تحت مظلة شرعية تضع الرئيس المؤقت المُسن في مرمى المسؤولية.