إعادة تدوير المجرمين.. مهمة هادي لإنعاش تجارة الحروب
هناك جملة من التساؤلات التي تطرح نفسها بشأن اعتماد الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي على حفنة من الشخصيات في مواقع مختلفة أغلبهم يتولون أكثر من منصب والبعض الآخر يتولى منصب لقب "مستشار سياسي للرئيس"، في حين أن عددا كبيرا من هؤلاء فروا هاربين خارج البلاد بل إن بعضهم يقيم في عواصم عربية وأجنبية معادية للشرعية في اليمن.
يتجدد هذا السؤال مع تعيين المدعو أحمد عبيد بن دغر رئيسا لمجلس الشوري، في حين أنه يتولى أيضا منصب مستشار الرئيس اليمني، والذي قدمه هادي له هدية على فساده بعد أن جرت إقالته من منصب رئيس الوزراء على خلفية وقائع فساد، وبالطبع من الوارد أن يكون قد تورط في وقائع أخرى حينما كان في منصب نائب رئيس مجلس الوزراء وكذلك في منصب وزير الاتصالات.
عمل هادي على توزيع المناصب على هيئة مستشاريه ممن يدينون بالولاء له ولتنظيم الإخوان الذي يسيطر فعلياً على رأس السلطة في اليمن بعد أن أضحى هادي مجرد دمُية بيد أعوان جنرال الإرهاب علي محسن الأحمر، في حين أن هناك مئات بل آلاف الكفاءات التي تستحق أن تكون في مناصب سياسية رفيعة.
أحد هؤلاء يعد المدعو الإرهابي صلاح باتيس، والذي يشغل منصب مستشار الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي وكذلك فإنه عضو في مجلس الشوري، وبالرغم من ذلك فإنه يتواجد في تركيا ويعد أحد المقربين من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ما كان دافعا له أن يُطلق دعوة صريحة لغزو الجنوب في حين من المفترض أنه يتولى منصبا رسميا يمنعه من الإقدام على هذا التحريض.
كشف مصدر، عن إصدار الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي أكثر من 400 قرار لتعيين شخصيات في مجلس الشورى، رغم أن الدستور حدد أعضاء المجلس بـ111 عضوًا فقط.
وطالب المصدر في تصريحات لـ"المشهد العربي"، "هادي" بنشر القرارات التي أصدرها خلال 6 سنوات لتعيين شخصيات في مجلس الشورى، أو تحديد الأعضاء الحقيقيين المحددين بالدستور.
ونوه إلى أن قرارات "هادي" التي أصدرها بشكل عشوائي وارتجالي بلغت أكثر من 400 قرار دون أن يتم إيضاح أسماء من عينوا في تلك القرارات، ومناطقهم وانتماءاتهم الحزبية، ولفت إلى أن "هادي" مجرد دمية يمضي على قرارات تعيين لقوى تتحكم به وأخرى تأتي عبر نجليه جلال وناصر وشريكهم التجاري أحمد العيسي.
طرح الأكاديمي الجنوبي رئيس جامعة "أم القيوين" الإماراتية الدكتور جلال حاتم، اليوم، عدة تساؤلات حول تعيين الفاسد المدعو أحمد عبيد بن دغر، كرئيس لمجلس الشورى.
وقال في تغريدة عبر "تويتر": "من لم يستطع أن ينجح كوزير ثم كرئيس وزراء بل وتتم إقالته بتهمة الفساد.. كيف يمكن له أن يكون على رأس مجلس للشورى؟"، وأضاف: "خلاص.. ألا يوجد لديكم رجال مؤهلون شرفاء؟ متى تقلعون عن تدوير النفايات؟؟ متى..؟".
وشن المحلل السياسي الدكتور حسين لقور، اليوم، هجومًا حادًا على الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي، مؤكدًا أنه ذهب بعيدًا في الخصومة مع شعب الجنوب وقضيته.
وقال في تغريدة عبر "تويتر": "ذهب الرئيس هادي بعيدًا في الخصومة مع شعب الجنوب وقضيته سواءً بقناعات شخصية منه أو بتأثير من الدائرة العائلية والقروية التي تحيط بها".
وأضاف: "بعد أن تأكد لهم أنه لا مستقبل سلطوي له ولا لأولاده لا في صنعاء و لا في عدن"، وأوضح: "وأعتقد هو ومن معه أن تجارة الحرب وتكديس الثروة هو الطريق الأنسب".