خلافات القناة الزراعية.. المليشيات تتصارع على بيع الوهم

الأربعاء 20 يناير 2021 13:20:12
خلافات القناة الزراعية.. المليشيات تتصارع على "بيع الوهم"

يومًا بعد يوم، تتفاقم حدة الخلافات التي تجمع بين قيادات المليشيات الحوثية، على نحوٍ يحمل دليلًا دامغًا على أنّ هذا الفصيل الإرهابي المدعوم من إيران يعاني حالة وهن ربما تكون غير مسبوقة.

الحديث عن فشل مليشيا الحوثي في إطلاق قناة تلفزيونية جديدة تعنى بالجانب الزراعي، وذلك بعد احتدام الخلافات بين وزيري الإعلام والزراعة في حكومة المليشيات الإرهابية غير المعترف بها.

"المشهد العربي" علم من مصادر مطلعة أنّ وزير الإعلام الحوثي ضيف الله الشامي، أوقف إطلاق القناة الجديدة التي تقدم بها وزير الزراعة الحوثي عبدالملك الثور، وطالب بضم الميزانية المقررة للقناة الجديدة إلى وزارته، غير أن وزير الزراعة الثور رفض ذلك.

وبحسب المصادر، فقد توقّف مشروع القناة وذلك بسبب الخلافات الحادة على ميزانية القناة بين القياديين البارزين في معسكر المليشيات الإرهابية.

هذه الواقعة يمكن القول إنّها تحمل أكثر من دلالة، أكثرها وضوحًا هو حجم الخلافات التي تجمع بين العناصر الحوثية وكيف أنّ هذه الخلافات تفاقمت بشكل واسع النطاق خلال الفترة الماضية، بما فضح حالة الوهن التي تعيشها المليشيات.

اللافت أنّ الخلافات التي تندلع بين قيادات وعناصر المليشيات الحوثية تندلع في أغلب الأحيان بسبب التصارع على النفوذ وأيضًا نهب الأموال بغية تكوين أكبر قدر من الثروات بما يبرهن على الوجه الإرهابي لهذا الفصيل المدعوم من إيران.

ولا يقتصر أمر الخلافات الحوثية على تباينات في المواقف وصولًا إلى كسب النفوذ، لكن الأمر وصل في كثيرٍ من الأحيان إلى حد الدخول في اقتتال دموي حاد بين عناصر هذا الفصيل الإرهابي في أكثر من مناسبة، بما يعبّر عن أنّ هذا الفصيل يضم مجموعة من المرتزقة الذين لا يشغلهم إلا تحقيق المصالح الشخصية.

خلافات القناة بين الوزيرين الحوثيين التي عطّلت المشروع تبرهن أيضًا على أنّ المليشيات تبيع الوهم للسكان في المناطق الخاضعة لسيطرتها، فهي كانت قد أعلنت في وقتٍ سابق عن خطة لتنمية الجانب الزراعي، لكن الأمر يقتصر على الجانب الإعلامي، وحتى هذا الجانب فشل أيضًا بسبب الصراعات الحوثية.

الدليل على ذلك هو حجم معاناة المزارعين في مناطق سيطرة الحوثيين من انعدام المشتقات النفطية لري المحاصيل، ورفع نسبة الضرائب على التسويق الزراعي، فضلًا عن الابتزاز الجديد بما يسمى (زكاة الزروع)، بأخذ نسبة من محاصليهم.