الإغاثات التعليمية.. جهود دولية لاحتواء أعباء الحرب الحوثية
فيما تكبّد قطاع التعليم كلفة باهظة للغاية من الإرهاب الفظيع الذي مارسته المليشيات الحوثية على مدار سنوات حربها العبثية، فإنّ عملًا إغاثيًّا كبيرًا يمارسه المجتمع الدولي عبر منظماته الإغاثية لتحسين أوضاع هذا القطاع.
ففي إطار هذا العمل الإغاثي، أعلنت مفوضية اللاجئين اليوم الأربعاء، تقديم مساعدات إضافية، ومواد تعليمية للطلاب والمُعلمين بمختلف المحافظات.
وقالت المفوضية الدولية في بيانٍ مقتضب، إنّ التعليم حق للجميع حتى بالنسبة للطلاب في البلدان التي تمزقها الحروب.
إقدام المنظمات الدولية على تكثيف العمل الإغاثي في سبيل قطاع التعليم يحمل أهمية بالغة بالنظر إلى الكلفة المرعبة التي تكبّدها هذا المجال من جرّاء ما ارتكبته المليشيات من إجرامٍ وإرهاب على نطاق واسع.
ويوثّق الكثير من التقارير الحقوقية أنّ قطاع التعليم تعرَّض لانتكاسة كبيرة، دخلت من خلاله العملية التعليمية في أوضاع ومعاناة وصفت بـالكارثية، نتيجة تواصل الجرائم الحوثية بحق هذا القطاع الحيوي.
وهناك 4,5 مليون طفل تسربوا وحُرموا من التعليم منذ اندلاع الحرب الحوثية، بسبب تدمير المليشيات للمدارس وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، وسعيها إلى تعطيل العملية التعليمية والاستفادة من الأطفال في التجنيد والزج بهم في جبهات القتال، إضافة إلى وضع مناهج تدعو للطائفية والكراهية وتهدد النسيج الاجتماعي.
وبشكل مباشر، أدّى فساد المليشيات الحوثية وقيامها بتجريف قطاع التعليم، إلى وجود أكثر من مليوني طفل في سن الدراسة تحولوا إلى سوق العمل، حيث يقومون بأعمال شاقة من أجل إطعام أنفسهم وأسرهم.
هذه الأعباء التي طالت قطاع التعليم استوجبت أن يكثّف المجتمع الدولي من جهوده الإغاثية بما يُحقّق إصلاحًا مطلوبًا لهذا المجال الحيوي الذي لا يمكن الاستغناء عنه بأي حالٍ من الأحوال.
وعند الحديث عن العمل الإغاثي، فإنّ دولة الإمارات لعبت دورًا حيويًّا في هذا الإطار، حيث ساهمت في عودة العملية التعليمية إلى وضعها السابق عقب تعرض معظم المدارس والمرافق التربوية للتدمير من قبل مليشيا الحوثي.
إغاثيًّا أيضًا، عملت الإمارات على حصر الأضرار التي طالت المدارس والمعاهد والجامعات وطرحت المناقصات لتنفيذ عملية ترميمها وإعادة تأهيلها من جديد لتتناسب مع البيئة الدراسية في وقت وجيز لاستقبال الطلاب.
هذا الدور الإغاثي يُنظر إليه بالكثير من التقدير بالنظر إلى أنّ هذه المساعدات تحمل أهمية بالغة في مواجهة العبث الذي أصاب قطاع التعليم.