الليلة لا تشبه البارحة ... يوم المواطنة الإمريكية
م. خالد محفوظ بحّاح
المزيدأصبحت كل الإحتمالات واردة في عالم اليوم، فمن كان يتصور أن تشهد الولايات الأمريكية سيناريوا كالذي شهده مجلس الشيوخ "الكونجرس" مطلع العام الميلادي الجديد، والأحداث الدرماتيكية التي ستحفظها ذاكرة الولايات الأمريكية ومعها العالم لعشرات السنين وأكثر.
كان لتلك الأحداث أن تكون بداية انتكاسه لبلد لاتحكمه المؤسسات ودولة القانون، ويدخل بها نفقا مظلما وفوضى دائمة، لكن حين حضرت المؤسسات الوطنية الفاعلة، وبسط القانون نفوذه على أكبر كبير في البلاد تم ضبط هذا الخلل "الجزئي" والسيطرة عليه، وتجاوزه بحزم وقوة.
فهاهو البيت الأبيض يودع رئيسا اليوم، ويستقبل آخر في ظروف استثنائية لا تشبه البارحة، غير أن البلاد استطاعت أن تثبت أن لاعصمة لمخلوق ولا ضامن لحرمة الدولة وكيانها، سوى القانون والمؤسسات الفعلية، لا الشكلية منها !!
في بعض البلدان العربية وغيرها سقطت البلاد وغرقت بالدماء، بسبب نزوات فردية أو طائفية مشابهة، وحين غابت مؤسسات الدولة وقانونها، لم تستطع البلاد انفكاكا عن نزق الزعامات الوهمية بالتشبث بالسلطة، وراح الشعب والوطن بأسره ضحية لذلك الهوس حتى اليوم، وما بلادنا وسوريا و غيرها إلا نماذج لسلطة الفرد لا الدولة.
متى سندرك أن الأفراد زائلون، والدولة هي الأبقى.. طال الزمان أم قصر.