مجلس الأمن يفشل في إدانة «إسرائيل» بسبب اعتراضات أمريكية

الأحد 1 إبريل 2018 02:35:39
مجلس الأمن يفشل في إدانة «إسرائيل» بسبب اعتراضات أمريكية
وكالات

 عقد «مجلس الأمن الدولي»، مساء أول أمس الجمعة، جلسة طارئة مغلقة؛ لبحث المجزرة «الإسرائيلية» بحق المتظاهرين العزل على حدود غزة، خلال تظاهرات بمناسبة «يوم الأرض»؛ لكن الجلسة انتهت دون أن يتمكن أعضاء المجلس من الاتفاق على بيان مشترك؛ إثر اعتراضات أمريكية.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى «تحقيق مستقل وشفاف»، مؤكداً «استعداد» المنظمة الدولية لإعادة إحياء جهود السلام. وأفاد فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام في بيان، أن غوتيريس «يناشد أيضاً المعنيين بالامتناع عن أي عمل من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من الإصابات، ولا سيما اتخاذ خطوات يمكن أن تُلحق الأذى بالمدنيين».

وخلال الجلسة حذر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية تايي- بروك زيريهون، بأن «هناك خشية من إمكان تدهور الوضع في الأيام المقبلة»، داعياً إلى أقصى حدود ضبط النفس.

 

وأعرب مراقب فلسطين لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور في كلمته خلال الجلسة، عن شكره لدولة الكويت لدعوتها لعقد هذا الاجتماع الطارئ، لافتاً إلى أن فلسطين قررت إعلان حداد وطني على أرواح شهداء غزة. ودعا مجلس الأمن الدولي لتحمل المسؤولية ووقف المجزرة، وتوفير حماية للمدنيين الفلسطينيين، موضحاً أن المجزرة «الإسرائيلية» بحق الفلسطينيين العزل والنساء والأطفال مقززة.

وأشار منصور إلى أن المتظاهرين لم يشكلوا أي تهديد لقوات الاحتلال، التي ردت بشكل غير مبرر تجاه التظاهرات السلمية. وأوضح أن الاحتجاجات تعد بداية لسلسلة من التظاهرات السلمية حتى ذكرى النكبة في مايو/أيار، لافتاً إلى أن «تل أبيب» كانت تستعد لارتكاب تلك المجزرة بحق الفلسطينيين.

وأكد منصور، أن حملة التحريض والعنف «الإسرائيلي» بحق الفلسطينيين لا علاقة لها بأمن «إسرائيل»، داعياً مجلس الأمن إلى التحرك الفوري؛ لممارسة مسؤولياته وفق الميثاق وتنفيذ قراراته في ضوء الانتهاكات الفادحة للحقوق المشروعة للفلسطينيين. ورحب باقتراح أعضاء المجلس للتحقيق في المجزرة «الإسرائيلية» في قطاع غزة.

من جهتهما، أعربت الولايات المتحدة وبريطانيا عن أسفهما لموعد انعقاد الاجتماع؛ بسبب تزامنه مع عيد «الفصح» اليهودي، الذي بدأ الاحتفال به مساء الجمعة، ما حال دون حضور أي دبلوماسي «إسرائيلي» الجلسة الطارئة، التي عقدت على مستوى مساعدي السفراء.

وقال ممثل الولايات المتحدة خلال الجلسة «إنه لأمر حيوي أن يكون هذا المجلس متوازناً»، مشدداً على أنه «كان يجدر بنا أن نتوصل إلى ترتيب يتيح لكل الأطراف أن يشاركوا (في الاجتماع)». وأضاف «نشعر بحزن بالغ للخسائر في الأرواح البشرية التي وقعت»، وزعم «أن أطرافاً أشراراً يستخدمون التظاهرات غطاء لإثارة العنف، يعرضون أرواح الأبرياء للخطر».

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر نويرت في تغريدة على «تويتر» «نشعر بحزن بالغ للخسائر في الأرواح في غزة». وشددت على أن «المجتمع الدولي يركز على الإجراءات الواجب اتخاذها لتحسين حياة الفلسطينيين، ويعمل على خطة للسلام. العنف لا يخدم أياً من هذين الهدفين».

بدوره، قال المندوب الفرنسي في الأمم المتحدة، إن «خطر التصعيد حقيقي. هناك إمكانية لاندلاع نزاع جديد في قطاع غزة». وقال: إن «ما جرى في غزة سيؤدي إلى تفاقم الوضع ويجب احترام الحق الفلسطيني في التظاهر السلمي».

وحمّل الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاحتلال «المسؤولية الكاملة» عن سقوط الضحايا الفلسطينيين، مطالباً المجتمع الدولي «بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني الأعزل».

من جانبه، دان مندوب بوليفيا الدائم لدى الأمم المتحدة ساشا سيرجيو، بشدة الانتهاكات «الإسرائيلية» الأخيرة، مؤكداً دعمه الكامل للجهود الدولية لتسوية الوضع في الأراضي المحتلة سلمياً. ودعا «إسرائيل» إلى احترام القانون الدولي؛ إذ إنه من دون ذلك لن يتم التوصل إلى سلام عادل وشامل.

من جهته، أعرب مندوب بيرو في مجلس الأمن عن أسف بلاده لمقتل فلسطينيين بقطاع غزة، لافتاً إلى أن الفلسطينيين من حقهم التظاهر بشكل سلمي، وأنه يتعين على «إسرائيل» احترام القانون الدولي.

وعبّر مندوب الصين عن قلقه لأعداد الشهداء الفلسطينيين في قطاع غزة مطالباً بتوحيد الجهود في مجلس الأمن لتسوية القضية الفلسطينية.

وأعلن نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، أن بلاده تؤكد استعدادها لاستقبال القادة «الإسرائيليين» والفلسطينيين لإجراء مفاوضات، مؤكداً أن التسوية في الشرق الأوسط يجب أن تقوم على أساس القانون الدولي المعترف به عموماً بما في ذلك قرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.

وانتقدت الرئاسة الفلسطينية تعطيل الولايات المتحدة إصدار مجلس الأمن الدولي بياناً بشأن أحداث قطاع غزة. وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة في بيان، إن الاعتراضات الأمريكية في مجلس الأمن «تشكل غطاء ل«إسرائيل» لاستمرار عدوانها على الشعب الفلسطيني، وتشجعها على تحدي قرارات الشرعية الدولية الرامية لإنهاء الاحتلال».

وأضاف أبو ردينة أن «استمرار الإدارة الأمريكية بنهجها الحالي المتمثل بحماية الاحتلال، وتعطيل كل المحاولات الدولية الرامية للضغط على حكومة «إسرائيل» لوقف عدوانها وبطشها، لن تزيد الشعب الفلسطيني إلا صموداً وثباتاً على مواقفه المتحدية لكل المؤامرات التي تستهدف وجوده وأرضه».

وقالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي، إن فشل مجلس الأمن الدولي في الاتفاق على بيان مشترك بشأن غزة، يوفر الغطاء القانوني والسياسي ل«إسرائيل» لمواصلة جرائمها، ويساهم في حمايتها من المساءلة والمحاسبة في مخالفة صريحة وواضحة لجميع القوانين الدولية والقرارات الأممية.

وحمّل رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله حكومة «إسرائيل» «المسؤولية الكاملة عن الاعتداءات التي ترتكب بحق أبناء الشعب الفلسطيني، كونها تطلق العنان لقواتها لتمارس القتل والاعتداء على المتظاهرين العزل».