الاقتتال الإخواني في تعز.. تجار حرب يبحثون عن المال والنفوذ
على غرار الخلافات الداخلية التي تضرب المعسكر الحوثي بشكل متصاعد، فإن المليشيات الإخوانية تعيش حالة من الاقتتال بين عناصرها على نحو يكبدها خلفة ضخمة من الخسائر.
ففي أحدث حلقات هذا التصارع الدامي، اغتال مسلحون، جنديًا في اللواء الخامس الحرس الرئاسي، الخاضع لسيطرة مليشيا الإخوان بمحافظة تعز.
مصادر "المشهد العربي" قالت إن بعض الأهالي عثروا في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، على جثة نائف عبدالرحيم المقداد الذي يعمل جنديًا باللواء الخامس حرس رئاسي في سائلة القمط بشارع 26، وعليها آثار إطلاق نار.
وكان المقداد يعمل على حافلة أجرة، قبل أن يختفي ويُعثر على جثته في سائلة القمط.
وبحسب المصادر، فإن اغتيال المقداد على صلة بالصراع الدائر على النفوذ بين الألوية، التابعة للمليشيات الإخوانية.
هذه الحادثة ومثلها من العمليات الأخرى تبرهن على حالة الوهن التي تعيشها المليشيات الإخوانية الإرهابية، وهي تتضمن تفاقما وتصاعدا في جرائم القتل الذي اتسعت حلقاته بشكل واسع النطاق.
الأسباب التي تدفع لمثل هذا الاقتتال الإخواني لا تختلف كثيرا عما يحدث في الداخل الحوثي، فهذه الصراعات وتلك تحدث في إطار التصارع على نهب الأموال وكسب النفوذ.
وبشكل واضح، فقد أصبحت محافظة تعز مسرحا لإرهاب إخواني تتسع حلقاته، فالمليشيات الإرهابية التابعة لنظام الشرعية تستغل قبضتها على الأرض، وتتمادى في جرائم النهب والسطو فضلا عن مساعي عناصرها الخبيثة نحو التمدد على الأرض.
ولا شك أن هذه الحوادث تبرهن على أن نظام الشرعية يضم بين صفوفه مجموعة من تجار الحرب ومرتزقتها، الذين يستغلون حالة الحرب الراهنة في التمادي في الجرائم التي تحقق لهم مصالح شخصية خبيثة.
الجانب المرعب في هذا الإطار هو أن حزب الإصلاح اخترق نظام الشرعية ويهيمن عليه عسكريا، وألحق الكثير من العناصر الإرهابية والإجرامية لما يسمى كذبا الجيش الوطني، وهذا الأمر لعب دورا مباشرا في تشويه بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية.