حكومة المناصفة لم توقف أطماع الشمال على نفط الجنوب
كان متوقعا أن تمارس حكومة المناصفة أدوارها التنموية والإدارية والاجتماعية لتحسين الأوضاع المتردية في البلاد، لكن يبدو من الواضح أن وجود عدد من وزراء الإخوان سيعرقل مهامها، لتنخرط بشكل أكبر في الصراع التاريخي للشمال على مقدرات الجنوب، ولعل تفكير الحكومة بيع ما لا تملك من نفط الجنوب، أو على الأقل رهنه كضمانات لقروض دولية، يؤكد على أنها ستكون أسيرة توجهات المليشيات الإرهابية.
تسعى مليشيات الإخوان للسيطرة على نفط الجنوب لتحقيق أكثر من هدف، إذ أن ذلك يمنحها قدرة على تمويل جهودها الحربية التي تضررت بفعل فساد الشرعية الإخوانية على مدار السنوات الماضية، وكذلك فإن السيطرة على نفط الجنوب تؤدي مباشرة إلى تفاقم الأوضاع المعيشية في المحافظات الجنوبية، ويبدو أن ذلك هدف مباشر لمليشيات الإخوان من أجل تسهيل مهمة سيطرتها على خيرات الجنوب.
يبدو من الواضح أن مليشيات الإخوان حركت حرب النفط منذ أن رأت حكومة المناصفة النور، فمنذ ذلك الحين لم تتوقف أزمات النفط والوقود في المحافظات الجنوبية التي تقع تحت إدارة سلطات محلية تابعة للتنظيم الإرهابي، كما أن مليشيات الإخوان دفعت باتجاه تدشين ميناء "قنا" في محافظة شبوة من أجل تسهيل مهمة تهريبه إلى المليشيات الحوثية.
تعد حرب النفط ضد الجنوب أحد أدوات مليشيات الإخوان لعرقلة اتفاق الرياض، وهي أداة تختلف عن المواجهات العسكرية المباشرة التي يعد الارتكان عليها خرقا مباشرا لاتفاق الرياض قد يستوجب تدخل التحالف العربي، وبالتالي فإنها لجأت إلى أساليب غير مباشرة لشن حروب مختلقة ضد الجنوب ليس من خلال الهجمات العسكرية المباشرة ولكنها تمهد لشن حرب جديدة ظهرت معالمها بكثرة خلال الأيام المقبلة.
بدأ وزراء جناح الشرعية اليمنية بداخل حكومة المناصفة إلى الدفع بالفكرة تحت شعار بيع ثروة الأجيال القادمة من أبناء الجنوب، للمساعدة في تضخيم الحسابات البنكية لرموز فساد الشرعية الإخوانية، وتعد الفكرة من أخطر المؤامرات الشيطانية للشرعية على الجنوب، لضمان حرمان أبنائه من العوائد النفطية لعقود قادمة، كما حرمت الأجيال السابقة منها.
كما أن الطرح نفسه يكشف عن نظرة الشرعية الإخوانية وفاسديها للحكومة كأداة لتمرير الأطماع اليمنية نفسها تحت ستار التوافق، ومزاعم التنمية التي يكذبها الواقع.
يأتي حديث الشرعية عن نفط الجنوب في وقت تعاني فيه العاصمة عدن من أزمة وقود طاحنة، وهو ما يؤكد على أن الحكومة لا يشغلها التخفيف عن أوجاع المواطنين بقدر رغبة العناصر الإخوانية داخلها السيطرة على مقدرات الجنوب.
وتنطلق مساء اليوم الأحد، عملية ضخ ألف طن متري من مادة الديزل بمنشآت شركة النفط في العاصمة عدن، وسيجرى توزيع تلك الكميات التي وفرتها مصفاة عدن، على محطات الكهرباء؛ لإنهاء أزمة انقطاع الكهرباء جراء نقص الديزل بشكل مؤقت.
ومن المنتظر ضخ ألفي طن متري من وقود الديزل إلى محطات الكهرباء أيضًا خلال الساعات المقبلة، بعد توفيرها من شركة حضرموت للطاقة، ويشار إلى أن أجزاء من العاصمة عدن، شهدت منذ ساعات الصباح انقطاعًا في التيار الكهربائي، نتيجة أزمة الوقود التي تعانيها المحافظة.