غريفيث يهرب من تعقيدات الحل السياسي بإحياء تبادل الأسرى
أدرك المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث أن فرص الوصول إلى حل سياسي في اليمن تبدو منعدمة ليس فقط بسبب تعنت المليشيات الحوثية لكن بسبب انحيازه التام لها بما منحها القدرة على التهرب من أي اتفاقيات، وهو ما دفعه لإحياء مفاوضات تبادل الأسرى التي تلقى قبولا من العناصر المدعومة من إيران.
يبحث غريفيث عن إنجاز شخصي له في أعقاب فضيحة إحاطته الأخيرة في مجلس الأمن والذي انتقد فيها قرار الولايات المتحدة بتصنيف الحوثي منظمة إرهابية، إذ أنه يدرك أن مفاوضات تبادل الأسرى تحظى بتوافق مليشيات الإخوان والعناصر المدعومة من إيران أيضا وهو ما يُسهل من عملية تمريرها، تحديدا وأنها ليس لديها أي انعكاسات سياسية على أرض الواقع.
يحاول غريفيث التسويق لنفسه باعتباره مفاوضا ناجحا عبر ملف الأسرى في حين أن العالم ببواطن الأمور يدرك أنها لا تتم سوى بتنسيق ثنائي بين الإخوان والحوثي، وأن الطرفين يبحثان عن تحقيق أي انتصارات داخلية أمام أنصارهم، وبالتالي يكونون أكثر رغبة في إتمام الصفقات تحديدا وأنها تضاعف من حجم التنسيق بينهما.
يتجنب المبعوث الأممي الحديث عن الحل السياسي في حين أنه كان من المفترض أن يسرع من جهود الحل استغلالا لوجود إدارة أميركية جديدة قد يكون لديها الرغبة في حل الأزمة اليمنية، ومحاولة استغلال الضغط الأميركي على المليشيات الحوثية من خلال قرار تصنيفها إرهابية، لكنه ذهب في الاتجاه المعاكس تماما.
وانطلق الاجتماع الخامس للجنة اليوم الأحد، في عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية، عمان، حيث طالب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، اللجنة الإشرافية على اتفاق تبادل الأسرى، بأن تتصدر أولوياتها إطلاق سراح جميع الأسرى والمحتجزين المرضى والجرحى وكبار السن والأطفال.
وشدد على ضرورة إطلاق سراح جميع المدنيين المحتجزين تعسفيًا بمن فيهم النساء، بشكل فوري دون أي قيد أو شرط، وحث الطرفين على مناقشة الأسماء والاتفاق عليها لتجاوز قوائم اجتماع عمَّان، وفاءً بالتزاماتهما بموجب اتفاق ستوكهولم الذي يقضي بإطلاق سراح جميع الأسرى.
ويرأس اللجنة الإشرافية مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن واللجنة الدولية للصليب الأحمر، ونجحت مباحثات اللجنة في إطلاق سراح ألف و65 أسيرًا في شهر أكتوبر الماضي.
يأتي ذلك في الوقت الذي تستمر فيه المليشيات الحوثية في عمليات تصعيدها ضد المملكة العربية السعودية وكذلك ضد المدنيين في الحديدة، وشددت وسائل إعلام عربية على أن الوضع ينذر باستمرار الخروق العسكرية والانتهاكات الإنسانية التي ترتكبها المليشيات المدعومة من إيران جهارًا نهارًا في الحديدة، بتجدد القتال، وتوسع رقعة الاشتباكات؛ بعد إصرارها على مخالفة اتفاق ستوكهولم، والهدنة وجهود الأمم المتحدة؛ الساعية إلى وقف إطلاق النار.
وأكدت صحيفة الخليج الإماراتية أن خطورة تصعيد مليشيا الحوثي الإرهابية في استغلال موقع محافظة الحديدة الاستراتيجي، قاعدة ومنطلقًا لتنفيذ أعمالها الإرهابية، وإطلاق الصواريخ والقوارب والطائرات المُسيّرة المفخخة؛ وتهديد أمن واستقرار حركة الملاحة الدولية في مياه البحر الأحمر والأمن الإقليمي والدولي.