التعليم.. عدو الحوثي الأول في صنعاء
في اليوم العالمي للتعليم الذي يوافق 24 يناير من كل عام، لم تعد مدارس وجامعات اليمن كما غيرها من المؤسسات التعليمية في العالم أجمع بعد أن تحولت إلى أوكار للإرهاب ومعسكرات لتدريب الإرهابيين ومناطق تمارس فيها كافة أنواع الانتهاكات ضد الطلاب والمعلمين وأساتذة الجامعات، وذلك بفعل جرائم المليشيات الحوثية التي تتعامل مع التعليم باعتباره عدوا لدودا بالنسبة لها.
وثقت تقارير حقوقية تزايد انتهاكات مليشيا الحوثي الإرهابية في صنعاء ضد العملية التعليمية، وأشارت إلى أن تلك الاعتداءات بلغت نحو 8140 انتهاكا خلال عام واحد منذ بداية 2020 وحتى نهاية العام.
وأشارت تلك التقارير إلى أن انتهاكات المليشيات بحق التعليم في صنعاء تمحورت حول عمليات القتل والوفاة تحت التعذيب، إلى عمليات الفصل والتعسف الوظيفي للمعلمين وتغيير المناهج وخصخصة المدارس وفعاليات وأنشطة تطييف التعليم.
وخلال السنوات الماضية ارتكبت المليشيات الحوثية انتهاكات جسيمة بحق التعليم، وأبرزها انتهاك الحق في اختيار المناهج المناسبة، حيث عمدت المليشيات الإرهابية على تسييس التعليم وصبغ المناهج والبرامج التعليمية بصبغة عقائدية مذهبية، شكلت تهديدًا على براءة الطفولة، كما مثلت خطورة كبيرة على التقارب الاجتماعي بين المواطنين.
ورصدت منظمات حقوقية نزول لجان حوثية مسئولة عن زيارة المدارس، خصوصا الحكومية، لإلقاء محاضرات ذات مضامين دعائية طائفية للمليشيات الإرهابية والترويج لعملياتها العسكرية.
وبحسب تلك التقارير فإن المليشيات الحوثية الإرهابية تقوم بعملية تجريف واسعة في أوساط المدارس والتي تمثلت في تجنيد الأطفال، ما تسبب بخروج مليوني طفل خارج التعليم، إذ أضحى الكثير من الآباء يخشون على تجنيد أولادهم من قبل المليشيات وأرغموهم على الجلوس في المنزل حتى لا تستقطبهم المليشيات وتزج بهم في جبهات القتال.
وعلى مر السنوات الماضية لم يتوقف الإرهاب الحوثي في خصخصة المدارس الحكومية وتدمير نحو 3 آلاف مدرسة تعليمية، لتطول مؤخرا التعليم الجامعي عبر إنشاء كليات وتخصصات علمية للتربح والتدرج لتحويلها إلى مراكز جديدة لجني الأموال، لا سيما جامعة صنعاء.
واستخدم زعيم المليشيا الانقلابية عبدالملك الحوثي جبايات الجامعات لتمويل أنشطته الإرهابية في اليمن لصالح إيران، فيما تواصل مليشيا الحوثي العبث بالمؤسسات التعليمية وتحويلها إلى حواضن لمعتقدات طائفية ومراكز لجني الأموال، وتمويل الخزينة الحربية من جيوب الطلاب في المحافظات غير المحررة.
ومنذ اندلاع الحرب في العام 2014 نهبت جميع المؤسسات واستغلت كل ما يمكن استغلاله من أموال ومقدرات، ليصل عبثها إلى تحويل الجامعات الحكومية لمؤسسات استثمارية، لتمويل جبهات القتال التابعة لها، وبطرق تدميرية للمؤسسات التعليمية.
وفي آخر جرائم المليشيات بحق العملية التعليمية، اختطفت العناصر المدعومة من إيران مُعلمة ونجلها من أحد أحياء مدينة صنعاء، وبحسب مصادر مطلعة فإن عناصر تابعة لمليشيا الحوثي، بمشاركة فرقة من نساء المليشيا المعروفة باسم "الزينبيات" أقدمت على اختطاف المعلمة مريم الحاوري، ونجلها من منزل أسرتهما.
ونوهت إلى أن المسلحين الحوثيين اختطفوا نجل المعلمة، قبل أن يعودوا مجددًا لاختطاف والدته، دون توضيح أسباب اعتقالهما واقتيادهما لمكان مجهول، وحسب مصادر حقوقية، فإن مليشيا الحوثي زجت بنحو 220 امرأة في سجونها، بتهم سياسية وأخرى أخلاقية؛ لإرهابهن وإجبارهن على السكوت.
وفي واقعة إرهابية أخرى، وجهت مليشيا الحوثي الإرهابية، إنذارات إلى معاهد تعليم اللغة الإنجليزية في صنعاء وهددت بإغلاقها، تحت مزاعم تساهل تلك المعاهد في موضوع الاختلاط.
وقال مصدر مطلع لـ "المشهد العربي"، إن المليشيا المدعومة من إيران، طالبت معاهد اللغة الإنجليزية بعقد دورات منفصلة بين الذكور والإناث، مشيرا إلى أن تلك التهديدات شملت معهد (يالي) أقدم معاهد اللغة الإنجليزية وأعرقها في صنعاء، وكذا كبار معاهد تعليم اللغة الإنجليزية.