استعادة دولة الجنوب العربي.. إرادة شعب ومسار عادل نحو الاستقرار

الاثنين 22 ديسمبر 2025 18:04:51
استعادة دولة الجنوب العربي.. إرادة شعب ومسار عادل نحو الاستقرار

رأي المشهد العربي

تمثل استعادة دولة الجنوب العربي، تعبيرًا واضحًا عن إرادة شعبية راسخة تشكلت عبر عقود من التضحيات والنضال السلمي، وهي ليست مطلبًا عابرًا أو رد فعل يرتبط بفترة زمنية محدودة، بل قضية عدالة سياسية وإنسانية ترتبط بحق أصيل من حقوق الشعوب في تقرير مصيرها.

وقد أثبت شعب الجنوب العربي، من خلال حضوره المتواصل في المشهد السياسي، أن تطلعاته نحو استعادة دولته تنبع من وعي جمعي عميق بضرورة بناء مستقبل آمن ومستقر قائم على الشراكة الحقيقية والهوية الوطنية الواضحة.

وتندرج قضية شعب الجنوب العربي ضمن مسار العدالة التاريخية، حيث عانى شعبه من الإقصاء والتهميش وغياب التمثيل العادل، الأمر الذي انعكس سلبًا على الاستقرار السياسي والاجتماعي. ومن هذا المنطلق، فإن استعادة الدولة الجنوبية لا تمثل تهديدًا لأحد، بل تشكل مدخلًا واقعيًا لمعالجة جذور الصراع، وفتح آفاق جديدة للتعايش الإقليمي، وبناء دولة تحترم القانون والمؤسسات وتلتزم بمبادئ السلام.

ونجح الجنوب العربي، خلال السنوات الماضية، في نقل قضيته من نطاقها المحلي إلى فضاء أوسع، لتصبح قضية تحظى باهتمام إقليمي ودولي، ولم يعد صوت الجنوب محصورًا داخل جغرافيته، بل بات حاضرًا في المحافل السياسية والإعلامية العالمية، مستندًا إلى خطاب عقلاني يركز على الحقوق المشروعة، والالتزام بالوسائل السياسية والدبلوماسية.

هذا التحول يعكس نضجًا سياسيًا وقدرة على إيصال قضية شعب الجنوب بوصفها قضية عادلة تستحق الإنصاف من خلال منح الشعب الجنوبي حق تقرير المصير.

كما أن استقرار المنطقة يرتبط ارتباطًا وثيقًا بتمكين الشعوب من اختيار مستقبلها بحرية. ومن هنا، فإن دعم حق شعب الجنوب في تقرير مصيره لا يخدم الجنوب وحده، بل يسهم في تعزيز الأمن والسلم الإقليميين، ويحد من دوائر الصراع الممتد. في حين فإن تجاهل هذه الإرادة الشعبية لن يؤدي إلا إلى استمرار الأزمات، بينما الاعتراف بها يفتح الباب أمام حلول مستدامة.

ويستحق الجنوب العربي بالنظر إلى عدالة قضية شعبه ودرجة نضاله، دعم المجتمع الدولي باعتباره صاحب قضية عادلة، وشعبًا أثبت قدرته على الدفاع عن حقوقه بوعي ومسؤولية، كما أن تمكينه من ممارسة حقه في تقرير المصير يمثل خطوة ضرورية نحو تحقيق العدالة، وترسيخ الاستقرار، وبناء مستقبل يقوم على احترام إرادة الشعوب وكرامتها.