الهجوم الحوثي على الرياض.. متى تتخلى الأمم المتحدة عن الإدانة الورقية؟
فتح الهجوم الإرهابي الذي حاول الحوثيون شنه تجاه المملكة العربية السعودية، واستهدف العاصمة الرياض، الباب مجددًا للحديث عن موقف المجتمع الدولي "الأمم المتحدة" في التعامل مع الإرهاب الذي تمارسه المليشيات الموالية لإيران بشكل متصاعد.
التحالف العربي كان قد أعلن هذا الأسبوع، أنّه أحبط هجومًا شنّته المليشيات الحوثية الإرهابية واستهدف الرياض، حيث تمّكنت مقاتلات التحالف من تدمير هدف جوي معادٍ تجاه العاصمة السعودية.
الهجوم الحوثي أثار موجة من الغضب وقد صدر الكثير من البيانات التي أدانت هذه المحاولة الإرهابية، فيما انصب الاهتمام بموقف الأمم المتحدة التي كان قد رفض مبعوثها مارتن جريفيث قبل أيام، تصنيف المليشيات الحوثية تنظيمًا إرهابيًّا من قِبل الولايات المتحدة.
على مضض، صدر بيان عن الأمم المتحدة أدان فيه ستيفان دوجاريك الناطق باسم الأمين العام للمنظمة، بشدة كل الهجمات التي تستهدف المدنيين والبنية الأساسية المدنية.
بيان المتحدث الأممي تضمّن دعوةً لمليشيا الحوثي الإرهابية إلى الامتثال للقانون الإنساني الدولي بعد محاولتها استهداف العاصمة السعودية الرياض بصاروخ.
كما شدّد دوجاريك، في بيانه المقتضب، على ضرورة التحقيق بشكل شامل في جميع الانتهاكات المحتملة للقانون الإنساني الدولي، ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات.
"مهمٌ" أن يصدر عن الأمم المتحدة بيان إدانة لما يرتكبه الحوثيون من أعمال إجرامية وهجمات إرهابية، لا سيّما أنّه بات واضحًا وضوح الشمس أنّ هذه المليشيات المارقة الموالية لإيران تجيد استهداف الأعيان المدنية على صعيد واسع، وهو ما ينذر بتصاعد أكبر لكلفة بشرية لا تُطاق من هول ما يرتكبه هذا الفصيل الإرهابي.
وإلى جانب إدانة هذه الهجمات، لكن هذا الموقف السياسي من قِبل الأمم المتحدة يتوجب أن يُترجم إلى إجراءات عملية على الأرض، من خلال تكثيف الضغوط التي تُمارَس على المليشيات الحوثية الإرهابية، على نحوٍ يُجبرها على وقف هذا الإرهاب الغادر.
ومن المؤكّد أنّ حفاظ الأمم المتحدة على هذه السياسة الرخوة يبعث بالمزيد من الرسائل للمليشيات الحوثية بأنّ هناك موافقة صريحة ومباشرة على التمادي في هذا الإجرام الخبيث وهو ما يساعد على تفاقم هذا الإرهاب.
ولعل الدليل الأكثر وضوحًا على ذلك هو الموقف المريب الذي صدر عن جريفيث مؤخرًا، عندما رفض إقدام الولايات المتحدة الأمريكية على تصنيف المليشيات الحوثية تنظيمًا إرهابيًّا، وقد جاءت هذه الخطوة لتثير الكثير من الشكوك أو بالأحرى التأكيدات حول السياسة "المريبة" التي تتبعها الأمم المتحدة في تعاملها مع الوضع الراهن في اليمن، وبشكل خاص علاقة المنظمة الدولية بالمليشيات الحوثية، التي قد ترتقي إلى كونها "غير نظيفة" بحالٍ من الأحوال.