تصفية الأبناء.. صراعات الأجنحة الحوثية تبلغ خط النار
على نحو متصاعد، تتفاقم صراعات الأجنحة التي ضربت المعسكر الحوثي تعبيرًا عن حجم الوهن الكبير الذي تعيشه المليشيات الموالية لإيران.
ودخلت صراعات الأجنحة منحى شديد الخطورة، يتمثّل في "تصفية الأبناء"، في خطوة قد تكون الأشد خطورة وقسوة في إطار هذه الخلافات المتفاقمة والمتصاعدة وبالغة الخطورة.
ففي هذا الإطار، اغتال مسلحون مجهولون، نجل مسؤول أمني كبير في صفوف مليشيا الحوثي الإرهابية في مدينة صنعاء.
وعلم "المشهد العربي" من مصادر مطلعة أنّ مسلحين مجهولين اعترضوا سيارة نجل القيادي الحوثي عبدالجبار الأحرمي المعين من المليشيات الإرهابية مساعد مدير أمن صنعاء، وأطلقوا عليه النار في منطقة حدة ما أدى إلى مقتله على الفور.
وأضافت المصادر أنّ جثة علي عبدالجبار الأحرمي نقلت إلى ثلاجة المستشفى بعد أن لاذ المسلحون بالفرار، وأن والده طالب بالتحقيق موجها أصابع الاتهام إلى قيادات حوثية على خلاف معها.
وأشارت المصادر إلى أن الأحرمي طالب أيضا بالتحقيق مع دوريات أمنية كانت على مقربة من مكان الحادث ولم تعترض منفذ عملية الاغتيال.
المليشيات الحوثية تعيش أزمات غير مسبوقة فيما يتعلق تحديدًا بتصاعد الخلافات التي تضرب بين قيادات وعناصر هذا الفصيل الإرهابي.
وفي أغلب الحالات، تتفاقم صراعات الأجنحة بين قيادات وعناصر المليشيات الحوثية بسبب التسابق على جمع الأموال ونهبها بغية تكوين أكبر قدر من الثروات.
بلوغ الصراعات الحوثية هذا الحد الدموي أمرٌ ليس بالجديد على الإطلاق، ففي كثيرٍ من المناسبات اندلعت اشتباكات دامية بين قيادات وعناصر حوثية في إطار تصارعها طويل الأمد على الأموال والنفوذ.
ويبدو أنّ القيادة العليا للمليشيات تتخوّف بشدة من انفراط عقد الأمور، وتحاول احتواء هذه الأزمات سواء من خلال إخفاء المعلومات فيما يتعلق بتصاعد هذه الخلافات، وكذا محاولة التوسّط لإخماد لهيب هذه الأزمات.
على الجانب الآخر، فإنّ تفاقم هذه الخلافات والصراعات يمكن القول إنّه يبشّر بتهاوي هذا الفصيل الإرهابي بشكل كامل، لا سيّما أنّ الأمر يسير في منحى تصاعدي يشير إلى إمكانية خروج الأمر عن السيطرة.