أوجاع اليمن البائسة.. آلامٌ صنعتها رصاصة الحوثي والشرعية

الجمعة 29 يناير 2021 16:45:17
أوجاع اليمن البائسة.. آلامٌ صنعتها رصاصة الحوثي والشرعية

فيما خلّفت الحرب الحوثية القائمة منذ صيف 2014، أزمة إنسانية شديدة البشاعة، فإنّ أطرافًا دولية تسعى لحلحلة الأوضاع على الأرض بما يحمي المدنيين من هذه الأعباء.

ففي هذا الإطار، عبَّر وزير الخارجية النمساوي أليكساندر شالنبيرج، عن استمرار الجهود الإنسانية لبلاده في اليمن للتخفيف من تداعيات الكارثة الإنسانية.

الوزير النمساوي أكّد في تصريحات صحفية، أنّ بلاده تواصل دعمها الأمن والاستقرار وتحقيق السلام في اليمن.

وتوثّق العديد من التقارير الأممية حجم الأزمة الإنسانية الملتهبة في اليمن، والتي تحرص الكثير من الدول على التنبيه من خطورتها بين حينٍ وآخر.

الحرب الحوثية القائمة منذ صيف 2014 ولا تلوح أي مؤشرات نحو إنهائها في الوقت الراهن، أدت بشكل رئيسي ومباشر إلى تفشٍ مرعب للفقر والجوع وانتشار فتاك للأوبئة المرعبة التي كبّدت السكان كلفة باهظة للغاية، وهو ما قاد إلى تصنيف الأزمة الإنسانية بأنّها الأشد بشاعة على مستوى العالم.

وبـ"لغة الأرقام"، يعاني 80% من السكان عليهم مديونيات ويكافحون لدفع ثمن الغذاء والماء والمواصلات والخدمات الصحية الضرورية، كما يواجه ما يتراوح بين 1,8 وَ 2,8 مليون طفل خطر الوقوع في براثن انعدام الأمن الغذائي الحاد مع إمكانية تعرض عدد أكبر بكثير من ذلك لسوء التغذية الحاد الوخيم المهدد للحياة.

هذا الوضع شديد التردي تتحمّل المليشيات الحوثية مسؤولية رئيسية عنه بعدما أجهضت الكثير من المحاولات التي رمت إلى التوصّل إلى حل سياسي ملزم، كما ارتكب هذا الفصيل الإرهابي الكثير من الاعتداءات والانتهاكات التي خلّفت واقعًا إنسانيًّا شديد البؤس.

جانبٌ آخر من المسؤولية يقع على نظام الشرعية الذي أبدى تجاهلًا كاملًا لاحتياجات قطاعات عريضة من السكان، وأصبح الشغل الشاغل لقيادات هذا النظام هو العمل تكوين المزيد من الثروات فضلًا من إظهار المزيد من الانحناء في وجه المليشيات الحوثية وإظهار أكبر قدر من الخيانة فيما يتعلق بتوجيه بوصلة الحرب بعيدًا عن مواجهة الحوثيين.