الشرعية تتاجر بالحرب الحوثية للبقاء على رأس السلطة

الأحد 31 يناير 2021 19:10:00
الشرعية تتاجر بالحرب الحوثية للبقاء على رأس السلطة

كشفت عمليات الفساد الأخيرة التي طالت الوديعة السعودية لدى البنك المركزي اليمني عن أن هناك أطرافا فاعلة في الشرعية الإخوانية تتاجر بالحرب الحوثية لضمان استمرارها على رأس السلطة، حتى وإن كان ذلك على حساب تسليم جبهات الشمال للعناصر المدعومة من إيران، لأنها لا تنشغل أساسا بما يجري على الأرض بل تبحث عن المكوث أطول فترة ممكنة على رأس مؤسسة الرئاسة.

تمكَن عناصر تنظيم الإخوان من اختطاف الرئاسة بعد تغييب الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي الذي أضحى مجرد صورة أمام المجتمع الدولي في حين أن تنظيم الإخوان من خلال جنرال الإرهاب علي محسن الأحمر استطاع أن يحكم قبضته كاملة على مقاليد السلطة إلى جانب أبناء هادي ومدير مكتبه الذين يحصلون على جزء من التركة نظير صمتهم على الأوضاع الراهنة.

عمدت مليشيات الإخوان على المتاجرة بالحرب الحوثية من أجل ضمان استمرارها في مواقعها، لعل ما يبرهن على ذلك أنها لم تحرك ساكنا حينما سيطرت العناصر المدعومة من إيران على غالبية مناطق الشمال في حين انتفضت رفضا حينما ذهبت المملكة العربية السعودية باتجاه الحل السياسي عبر اتفاق الرياض الذي يشكل ضمانة حقيقة لبدء عملية سياسية جديدة وإنهاء الحرب الحوثية.

تستهدف الشرعية بالأساس بقاء الأوضاع قائمة أطول فترة ممكنة لأنها تخدع العالم بأنها تخوض حربا ضد العناصر المدعومة من إيران في حين أنها تنخرط معها في تحالفات سرية وتقدم لها المساعدات المطلوبة لإطالة أمد الصراع أطول فترة ممكنة ولا تتردد في خيانة التحالف العربي الذي قدم لها كل الإمكانيات التي تساعدها على إنهاء الحرب، الأمر الذي يتطلب مواقف مغايرة من الأطراف الدولية تجاهها بما يضعها في المكان المناسب كطرف إرهابي إلى جانب المليشيات الحوثية.

وتؤكد أرقام تقرير مراقبي الأمم المتحدة المستقلين حول دور البنك المركزي اليمني في التلاعب بأسعار صرف العملات الأجنبية واختلاس 423 مليون دولار من الوديعة السعودية على أن تلك الأموال ذهبت باتجاه دعم إطالة الحرب.

ولعل ما يبرهن على ذلك أن الشرعية الإخوانية تبيع قاطرة الغاز المنزلي من منشأة صافر في مأرب، إلى مليشيا الحوثي الإرهابية في مناطقها بسعر 3.5 مليون ريال يمني وتستردها بسعر 21 ألفا و875 ريال سعودي بسعر مصارفة تفرضه المليشيات الحوثية عند 160 ريالًا يمنيًا.

وكذلك فإن الشرعية الإخوانية تستفيد من فوارق سعر صرف العملة المحلية وصرف قيمة بيع القاطرة بالريال السعودي في محافظات الجنوب أو المناطق الخاضعة لسيطرتها في تعز ومأرب، بسعر 220 ريالًا يمنيًا، لتحقق أكثر من مليون و400 ألف ريال فارق تسعير بين سعري الريال السعودي.

وتضخ الشرعية الإخوانية يوميًا بالمتوسط 75 قاطرة غاز منزلي إلى مناطق سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية، من منشـأة صافر وحدها.

هذه الأرقام تكشف التحالف الشيطاني بين الشرعية الإخوانية والحوثيين الإرهابيين، حيث تستفيد المليشيا المدعومة من إيران من المحروقات في تشغيل آلتها الحربية بأسعار مدعومة من الشرعية الإخوانية، كما تحقق ثراءً هائلًا عبر البيع بالأسواق السوداء.

في المقابل تحقق قيادات الشرعية الإخوانية الفاسدة 106 ملايين ريال يمني يوميًا من عوائد مصارفة الريالات السعودية المتحصلة من بيع 75 قاطرة غاز في مناطق الحوثيين الإرهابيين، عند تحويلها للعملة المحلية في مناطق الجنوب.