العرب اللندنية: وجود طارق صالح بالحديدة يؤشر للحسم العسكري
أشارت مصادر عسكرية يمنية إلى انضمام قوات عسكرية ضاربة بقيادة العميد طارق محمد صالح إلى جبهة الساحل الغربي، بهدف استكمال عملية تحرير مدينة الحديدة الاستراتيجية التي تضم ثاني أكبر موانئ اليمن، ما يقوي من مؤشرات الحسم العسكري في الميناء الذي يقول التحالف العربي إنه قد تحوّل إلى أكبر نقطة لاستلام الصواريخ والأسلحة القادمة من إيران للجماعة الحوثية، وذلك طبقاً ليومية "العرب" اللندنية.
وتحتشد القوات الموالية للشرعية والمدعومة من التحالف العربي على أطراف مدينتي التحيا والجراحي (100 كم جنوب الحديدة) استعدادا لتحرير المدينتين والتوجه صوب مدينة زبيد التي تعد من أهم مدن محافظة الحديدة.
وتؤكد المصادر ذاتها أن الأيام القادمة ستشهد تصاعدا في العمليات العسكرية ضد الميليشيا الحوثية عبر تعزيز الجبهات المشتعلة وفتح جبهات جديدة، في ظل إصرار غير مسبوق على تحرير ثلاث محافظات يمنية، هي الحديدة وتعز والبيضاء.
وسيتيح هذا الإنجاز العسكري بحسب خبراء عسكريين فرض واقع جديد على الأرض كما سيشل حركة الميليشيا الحوثية من خلال قطع طرق الإمداد بين محافظات تعز وإب والحديدة.
وإضافة إلى تحرير ميناء الحديدة الذي يبدو أنه بات على رأس قائمة أهداف التحالف العربي العسكرية، أشارت مصادر مطلعة إلى اتخاذ الجيش الوطني قرارا عسكريا يقضي بفتح جبهة جديدة باتجاه محافظة البيضاء (وسط اليمن) من منطقة قانية الواقعة على الحدود بين محافظتي مأرب والبيضاء. وستساهم هذه الجبهة في مضاعفة الضغط على الميليشيا الحوثية عبر محورين، حيث يحقق الجيش الوطني انتصارات مهمة في جبهة ناطع.
ويسعى الجيش الوطني اليمني للوصول إلى الخط الرئيسي الرابط بين محافظات البيضاء وذمار وصنعاء، جنوبا، وهو ما سيسهم في تشتيت الميليشيا الحوثية ومحاصرتها وقطع طرق إمدادها ومن ثم إجبارها على الانسحاب باتجاه مدينة رداع جنوبي البيضاء، بعد تحرير مركز المحافظة ومعظم مناطقها.
وفي سياق الضغط العسكري المتزايد، يواصل الجيش الوطني اليمني بدعم من قوات التحالف العربي تحقيق المزيد من الانتصارات في الجبهات المشتعلة شرقي محافظة تعز.
ووفقا لمصادر ميدانية في منطقة القبيطة تمكن الجيش الوطني من تحرير عدد من المواقع الهامة من بينها جبل جالس، ونجد قفيل، وجبل كوكب، وجبل المشقر، بالتزامن مع تحقيق انتصارات أخرى جنوب شرقي تعز باتجاه الراهدة.
وربط مراقبون يمنيون بين تصاعد حدة المواجهات بين الحوثيين والجيش الوطني ومؤشرات فشل الجهود الدولية في إحياء المسار السياسي واستئناف المشاورات بين الفرقاء اليمنيين.
واعتبر المحلل السياسي اليمني فارس البيل في تصريح لـ”العرب” أن التحركات التي تشهدها مختلف الجبهات لا تعني بالضرورة أن قرارا نهائيا بالحسم العسكري قد اتخذ، حيث لا يزال مثل هذا القرار -على حدّ وصفه- ورقة ضغط في الوقت الراهن.
ولفت البيل إلى أن التحالف والجيش الوطني قادران على حسم المعركة عسكريا في زمن أقل وكلفة أنقص، لكنّ عوامل كثيرة داخلية وخارجية، إضافة إلى ما يتعلق بالبنية العسكرية والتشكيلات السياسة وطبيعة البراغماتية الاجتماعية، تجعل خيار الحسم يتأرجح في هذه المرحلة، بالإضافة إلى العوامل الخارجية والتوازنات الدولية وأوراق الصراع والمصالح.