صرف الرواتب.. سلاح الحوثي نحو التأزيم المعيشي والاعتقال الجسدي
بقبضة من الحديد والنار، تواصل المليشيات الحوثية الإرهابية إحكام قبضتها على محافظة إب، غير سامحة بأي مجالٍ إزاء حرية تعبير أو توجيه طلب أو حتى مناشدة.
تجلّت هذه السياسة الحوثية الغاشمة في محافظة إب التي تخضع لقبضة وهيمنة نارية من قِبل المليشيات، يتخللها الكثير من الجرائم التي يرتكبها منعًا لظهور أي أصوات معارضة.
ففي هذا الإطار، اعتقلت مليشيا الحوثي الإرهابية الإمام إبراهيم عقيل خطيب مسجد بعزلة وراف في محافظة إب.
"المشهد العربي" علم من مصادر مطلعة أنّ المليشيات الحوثية الموالية لإيران قامت باعتقال عقيل لا لشيء إلا لأنّه طالب خلال خطبه في المسجد الصغير بتوفير الرواتب.
وفيما أقدمت المليشيات على اقتحام "الخطيب" على وجه السرعة، فقد أوضحت المصادر المطلعة أنّ عقيل لا ينتمي لأي حزب سياسي ولا يتبع أي تيار أو فصيل.
الجريمة الحوثية لا شك أنّها تحمل رسالة صريحة ومباشرة من قِبل المليشيات مفادها أنّها لا تسمح بأي حالٍ من الأحوال بظهور أصوات معارضة أو مجرد مطالبة بأدنى الحقوق البشرية والإنسانية.
"الخطيب" الذي اعتقله الحوثيون من المؤكّد أنّه سيتم الزج بهم في سجونٍ غاشمة أنشأتها المليشيات ليذوق فيها الأبرياء أبشع صنوف الإجرام والتعذيب الذي تجيده المليشيات على صعيد واسع.
ويبدو أنّ مسألة الرواتب تثير امتعاض الحوثيين بشكل كبير، وهذا راجع إلى أنّ المليشيات تقف حجر عثرة في سبيل صرف المرتبات، وهذا الأمر يمثّل محاولة من قِبل المليشيات لتعقيد الأوضاع الإنسانية والأزمات المعيشية والحياتية.
ونجحت المليشيات الحوثية في إرهابها الذي خطّطت له، وذلك بالنظر إلى أنّ الحرب الراهنة خلّفت أزمة إنسانية مُصنّفة أمميًّا بأنّها الأشد بشاعة على مستوى العالم، كما تقول العديد من التقارير والبيانات والمعلومات التي تصدرها منظمات وجهات مختصة، تتبع الأمم المتحدة.
تتجلّى هذه المعاناة على وجه التحديد، فيما يتعلق بتفشي الفقر في اليمن وتعثّر أعداد ضخمة من السكان عن القدرة على توفير احتياجاتهم المعيشية، وقد تفاقمت موجة التحذيرات من مجاعة ناسفة تضرب اليمن، لا تبقي ولا تزر.