تفاؤل كبير بشأن إقامة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية ببكين العام المقبل
مع تبقي عام واحد على إقامة حفل الافتتاح، يسود تفاؤل بأن دورة الألعاب الشتوية التي ستقام في بكين في عام 2022 ستكون ناجحة رغم وباء فيروس كورونا.
وحث الرئيس الصيني شي جين بينج جميع المشاركين على بذل مجهود كبير خلال عمليات التفقد الأخيرة للأماكن التي تستضيف البطولة والبنية التحتية، وتعتقد اللجنة الأولمبية الدولية أيضا أن دورة الألعاب التي ستقام خلال الفترة من 4 إلى 20 فبراير من العام المقبل ستؤتي ثمارها.
وأبعد فيروس كورونا أحداث الاختبارات عن موعدها واجتماع لرؤساء البعثاء، بينما تنتقد منظمات حقوق الإنسان البلاد بسبب تعاملها مع احتجاجات هونج كونج والتعامل مع أقلية الويغور .
وستكون بكين هي أول مدينة تنظم دورتي الألعاب الشتوية والصيفية، بعد أولمبياد 2008 والتي صاحبتها أيضا اعتراضات سياسية في الخارج.
والشيء الوحيد الذي يسبب حالة من عدم اليقين هو الوباء، وأكدت عضوه بارزة في اللجنة المنظمة مؤخرا " إنه تحد كبير" وسط الاستعدادات.
وكانت العضوة البارزة تبدو قلقة لكنها لم تقل أكثر من ذلك.
والعديد من الأسئلة يجب أن يتم الإجابة عليها مع بدء العد التنازلي الأخير، مثل هل سيضطر الرياضيون لدخول الحجر الصحي، أو هل سيتم السماح للزائرين الأجانب من عدمه.
ومن المقرر أن تقام البطولة في ثلاث مدن هي بكين وتشانججياكو ويانتشينج بالقرب من مقاطعة خبي.
وتشهد خبي أسوأ تفشي للفيروس في عدة أشهر مع وجود أكثر من ألف إصابة.
ورد الفعل كان سريعا وصارما، حيث لم يسمح لما يقرب من 20 مليون شخص من مغادرة شققهم أو منازلهم، وتوقفت خطوط النقل، وأجريت ملايين الاختبارات وتم تعقب الأشخاص الذين تم التواصل معهم من قبل المصابين.
وتم إرسال أكثر من 30 ألف شخص للحجر الصحي والآن أصبح الوضع تحت السيطرة، مع وجود إصابات جديدة قليلة.
ويأتي التفشي الأخير للفيروس بعد أكثر من عام من الإبلاغ عن أولى الحالات في ديسمبر 2019 في مدينة وهان. وبعد استجابة أولية بطيئة، استطاعت الصين أن تحتوي انتشار الفيروس بتطبيق إجراءات صارمة.
في الوقت نفسه، يوجد أكثر من100 مليون شخص أصيبوا بفيروس كورونا حول العالم، وأكثر من 2 مليون شخص لقوا حتفهم بسببه. العديد من الدول الأوروبية دخلت الموجة الثانية من الغلق التام، وتبقى الصين لديها قيود قوية للغاية عندما يتعلق الأمر بالسماح للأجانب بدخول البلاد.
وقال وانج فان نائب رئيس معهد الصين للعلاقات الدولية لصحيفة "جلوبال تايمز" :" يستمر وباء فيروس كورونا بسبب تقاعس عدد قليل من البلدان وعدم تحمل المسؤولية وهو ما جعل الوقاية من الوباء والتحكم به صعبا. بشكل عام هذا يشكل تهديدا عاجلا للأمن غير التقليدي".
في الوقت نفسه، في معظم أجزاء الصين تعود الحياة إلى طبيعتها وهو ما يضيف للمنظمين واللجنة الأولمبية الدولية اعتقادا بإمكانية إقامة دورة ألعاب آمنة.
ووفقا لتشي، فإن تنظيم دورة ألعاب ناجحة سيظهر أيضا "القوة البارزة في قيادة الحزب والنظام الإشتراكي الصيني".
وطلب تشي "قدرا أكبر من الكمال" خلال جولته التفقدية الأخيرة مع توسيع البنية التحتية لاختبارات فيروس كورونا، والحجر الصحي والحالات الطار.
وقال الرئيس أيضا أنه يريد تحسين التعاون مع اللجنة الأولمبية الدولية وتحدث مع رئيسها توماس باخ عبر الهاتف في الأسبوع الماضي.
وقال باخ في مؤتمر صحفي :" كل الأماكن جاهزة، الاستعدادات الفنية ممتازة".
وأضاف في إشارة إلى الوباء :" الصين تتخذ إجراءات صارمة للغاية، وكذلك ما يتعلق بالأحداث التجريبية. نرحب وندعم هذا السلوك. الإجراءات المضادة الصارمة وأشكال الإغلاق المختلفة تؤدي إلى نتائج".
أضاف باخ :" يمكننا أن نكون أكثر ثقة وتفاؤلا بشأن تنظيم دورة الألعاب"، بينما قال في مقابلة مع وكالة أنباء "شينخوا" الصينية "إنها تقريبا معجزة" أن يتواصل الاستعداد بمثل هذه السهولة وسط الوباء.
وسيتم الكشف عن "صندوق أدوات" يحتوي على إجراءات مكافحة فيروس كورونا، والذي وفقا للجنة الأولمبية الدولية يتضمن " إجراءات الهجرة، وإجراءات الحجر الصحي، والاختبار، معدات الحماية الشخصية، وتتبع المخالطين للمصابين، واللقاحات".
ورفض باخ الإجابة عما إذا كان تحدث مع تشي بشأن مخاوف حقوق الإنسان.
وفي هذا الشأن، دعت 160 منظمة لحقوق الإنسان لمقاطعة الألعاب، وذكرت أن منح أولمبياد 2008 إلى بكين كان خطأ، ووصفت الولايات المتحدة الأمريكية قمع الأقلية المسلمة الويغور بالـ"إبادة الجماعية".
في نفس الوقت، بالنسبة للرياضيين فإن تنظيم دورة الألعاب بدون تقليد حقيقي للرياضات الشتوية سيكون صعبا أيضا، حيث تعهدت الصين بأن يتم تعريف ملايين الصينيين على بالرياضات الجليدية بمساعدة دورة الألعاب.
وقال المتزلج الألماني أندرياس فيلينجر :"لم أحصل حقا على أكثر الدورات حظا من حيث المدن المستضيفة للأولمبياد".
ويهدف فيلينجر للمنافسة في بكين، ثالث أولمبياد يشارك بها، بعد سوتشي 2014 وبيونج تشانج 2018، ولا يوجد أي مدينة من المدن السابقة تتمتع بجاذبية الرياضات الشتوية في مناطق جبال الألب، أو الإسكندنافية ، أو أمريكا الشمالية.
وتساءل فيلينجر :"أود أن أسأل ما إذا كانت هذه بالفعل هي الأماكن المناسبة للأولمبياد. ما هي الألعاب الأولمبية؟ هل تتعلق بالهيبة أو التسويق؟ أم أنها تتعلق بالرياضة، والعقلية، والشغف؟"
ولكنه يعلم أيضا كرياضي محترف إنه سيتجاهل كل ما يحيط به بمجرد بدء المنافسات.