طوارئ الحوثي غير المعلنة.. ما الذي يخيف المليشيات؟

الخميس 4 فبراير 2021 11:06:59
طوارئ الحوثي "غير المعلنة".. ما الذي يخيف المليشيات؟

يبدو أنّ قنبلة من الرعب والقلق انفجرت سرًا في المعسكر الحوثي، ترجمتها المليشيات إلى سلسلة من الإجراءات والتحركات الأمنية، لاحتواء شيء يظل مجهولًا بين الأوساط حتى الآن.

الحديث عن إجرام حوثي مفاجئ، تمثّل في إقدام الملشيات على نشر عناصرها في شوارع وأحياء جنوب صنعاء، مع إقامة حواجز تفتيش.

وعلم "المشهد العربي" شهود عيان بأنّ عناصر المليشيات الحوثية المدعومة من إيران انتشرت بشكل كبير، لتفتيش السيارات والمركبات وتفحص وجوه المارة.

جغرافيًّا، امتد الانتشار الحوثي من شارع الزبيري وسط صنعاء إلى أحياء منطقة حدة وبيت بوس جنوبي صنعاء.

كما صدرت تعليمات للفصائل الأمنية التابعة للمليشيات الإرهابية بالانتشار في تلك المناطق، ونصت التعليمات على رفع اليقظة الأمنية والاستعداد لأي طارئ دون إعطائهم معلومات عن أسباب تلك الطوارئ الأمنية.

وفيما لم تعلن المليشيات الحوثية عن سبب هذه الخطوة الأمنية المفاجئة، لكنّ يمكن وضع عدة سيناريوهات قد تكون تمثّل عامل رعب للمليشيات الإرهابية.

فمن جانب، ربما تتخوّف المليشيات من اندلاع تحركات شعبية ضدها بالنظر إلى تفاقم الأزمة الإنسانية التي خلّفتها الحرب الراهنة، وحجم الأعباء التي تحاصر السكان من كل حدبٍ وصوب والتي قد يتم الرد عليها عمليًّا من خلال تحركات ضد المليشيات.

سيناريو آخر ربما يكون قد قاد الحوثيين إلى هذه التحركات المفاجئة، وهي رغبة المليشيات في إحكام السيطرة على الأرض وذلك بعدما تفاقمت كثيرًا صراعات الأجنحة في داخلها، وهو أمرٌ وصل إلى حد التشابك المسلح في أكثر من مناسبة.

ومن الوارد أيضًا أنّ المليشيات تحاول من خلال هذه التحركات أن توهم السكان في المناطق الخاضعة لسيطرتها بأنّها متحكمة بزمام الأمور وأنها تفرض سيطرة واستقرارًا أمنيًّا، علمًا بأنّ هذا الأمر غير صحيح بالنظر إلى حجم الفوضى الأمنية تضرب كافة المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات.

وبين هذا وذلك وذاك، يبقى العامل المشترك أنّ المليشيات الحوثية تعيش أيامًا من الرعب، ربما تترجم عمليًّا فيما هو قادم عبر المزيد من الجرائم والاعتداءات التي تستهدف المدنيين من أجل تعزيز القبضة الغاشمة.