خدمة إيرانية ومكاسب مالية.. ما سر الإصرار الحوثي على إطالة أمد الحرب؟
يومًا بعد يوم، تبرهن المليشيات الحوثية على مساعيها نحو إطالة أمد الحرب، من خلال سلسلة طويلة من الخروقات العسكرية التي تُجهِض آمال وقف الحرب.
ففي الساعات الماضية، شنّت مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، 160 انتهاكًا في مختلف أنحاء الحديدة، في تصاعد لخروقاتها للهدنة الأممية.
الانتهاكات التي رصدتها القوات المشتركة، وقعت في مناطق متفرقة شملت مديريتي حيس والتحيتا، ومناطق الجبلية والفازة، وكيلو 16 شرقًا، بمختلف القذائف المدفعية والأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
إقدام المليشيات الحوثية على التصعيد العسكري على هذا النحو المتصاعد يمكن القول إنه يُعبّر عن رسالة واضحة من المليشيات بأنّها مصرة على إطالة أمد الحرب إلى أبعد فترة ممكنة.
ولعل سائلًا يسأل عن سبب الإصرار الحوثي على إطالة أمد الحرب وزرع العراقيل المتعددة في سبيل جهود تحقيق الحل السياسي، والإجابة هنا واضحة تماما، فالمليشيات تنفّذ أجندة إيرانية بالكامل، وتسعى طهران إلى تمدّد مليشياتها في المنطقة بشكل كامل.
كما أنّ المليشيات حققت الكثير من المكاسب من خلال الوضع العبثي الراهن الناجم عن الحرب، وهنا الحديث بشكل محدّد عن تمكّن المليشيات من تحقيق ثروات ضخمة للغاية من خلال تمادي المليشيات في جرائم النهب والسطو على صعيد واسع.
بالنظر إلى ذلك، فلا يبدو أنّ المليشيات الحوثية قد تجنح نحو السلام لا سيّما أنّها لا يمكن أن تكون جزءًا من المشهد السياسي بشكل فاعل على الأرض، وذلك بسبب هول الجرائم التي ارتكبتها ضد المدنيين طوال الفترة الماضية.
ويبدو أنّ هناك حاجة لأنْ ترى الأمم المتحدة هذه الحقائق، وأن يتم التعامل مع المليشيات الحوثية من هذا المنطلق، وبالتالي فإنّ إدراك هذا الواقع يجب أن يُترجم إلى إجراءات ضاغطة على المليشيات تلزمها بوقف الحرب الملتهبة.