حوثيون ضعفاء وإخوانٌ خبثاء
رأي المشهد العربي
تكشف مجريات جبهات الميدان التي تخوضها القوات المسلحة الجنوبية وكذا القوات المشتركة مدى وهن الحوثيين وضعفهم بالنظر إلى حجم الخسائر التي تتكبّدها المليشيات على مدار سنوات الحرب.
لكن على الرغم من هذا الوهن الحوثي الكبير، إلا أنّ المليشيات لا تزال محتفظة بنقطة وجود على الأرض، وهذا الأمر راجع في المقام الأول إلى سياسة خبيثة اتبعها نظام الشرعية الخاضع لهيمنة إخوانية، الذي يمكن القول إنّه اتبع استراتيجية خادمة للمليشيات الموالية لإيران.
نظام الشرعية عمل على تسليم المواقع الاستراتيجية وتجميد الجبهات الحيوية مع الحوثيين، وهو ما أتاح للمليشيات التمدّد على الأرض والمحافظة على نفوذ كبير سهّل بقاء هذا الفصيل الإرهابي.
مؤامرة نظام الشرعية لم تقتصر عند هذا الحد، لكن الخبث الإخواني تخطّى كل الخطوط الحمراء بالنظر إلى علاقات التقارب مع الحوثيين التي بلغت حد تهريب نفط الجنوب لصالح المليشيات، فضلًا عن الاستثمارات الضخمة التي يملكها قيادات إخوان الشرعية في مناطق الحوثيين، واللافت أنّها تحظى برعاية شاملة من المليشيات.
نظام الشرعية وهو يتبع هذه السياسة الخبيثة، فإنّه يوفّر الكثير من المكاسب للحوثيين سواء سياسيًّا أو عسكريًّا، ولعل الكلفة الأكبر في هذا الإطار هو أنّ هذا التآمر الإخواني المفضوح يتيح للمليشيات الموالية لإيران التمدّد العسكري على الأرض.
استمرار نفوذ الإخوان على نظام الشرعية يظل عاملًا شديد الخطورة فيما يتعلق بعرقلة حسم الحرب على الحوثيين، وما يضاعف من هذه المخاطر هو أنّ حزب الإصلاح فرض سطوته على الجيش التابع لنظام الشرعية الذي أصبح ما يمكن اعتبارها "مليشيات ومرتزقة".