بعيدًا عن الصراعات السياسية.. الانتقالي يكثف جهوده التنموية بالجنوب
على مدار السنوات الماضية لم يحظ الجنوب بنصيبه من التنمية بفعل جرائم الاحتلال الشمالي الذي كان دائما ما يُهمل عن عمد الأوضاع الخدمية والمعيشية للمواطنين الأبرياء، وهو أمر اختلف نوعيا منذ أن تأسس المجلس الانتقالي الجنوبي في العام 2017 وتشكلت وحداته المحلية في المحافظات والمديريات الجنوبية المختلفة، وهو ما كان دافعا لتسليط الضوء على الصعوبات المعيشية التي يجابهها أبناء الجنوب.
على مدار العامين الماضيين اشتدت حرب الخدمات التي شنتها الشرعية ضد الجنوب وذلك بعد أن أدركت أنه لن يكون وجود لها في المحافظات الجنوبية بفعل قوة القوات المسلحة الجنوبية التي لقنتها هزائم متتالية في أكثر من معركة عسكرية، وكذلك بعد أن تلقت أيضا هزائم سياسية ودبلوماسية في مواجهة المجلس الانتقالي الجنوبي الذي أرغمها على اقتسام السلطة والتوقيع على اتفاق الرياض.
بعد تشكيل حكومة المناصفة لم يختلف الوضع كثيرا لأن الشرعية الإخوانية ظلت حاضرة ومهيمنة على مؤسسات الدولة وفي القلب منها الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي والذي أقدم على اتخاذ جملة من القرارات التي صبت في صالح تجميد أعمال الحكومة التي لم تتحرك في أي ملف خدمي أو تنموي بعد أكثر من شهر من تشكيلها، وهو ما فرض على الانتقالي تكثيف جهوده التنموية للتعامل مع حاجات المواطنين المعيشية بعيدا عن نيران الصراعات السياسية.
يعد المجلس الانتقالي الجنوبي هو الطرف الوحيد الذي يهمه التخفيف عن أوجاع المواطنين، ولعل ذلك ظهر واضحا من خلال الطفرة التي أحدثها أحمد حامد لملس محافظ العاصمة عدن منذ أن تولى منصبه قبل ثلاثة أشهر تقريبا، وهو ما يؤكد على أن أبناء الجنوب قادرون على النهوض بدولتهم بعيدا عن مشاريع الاحتلال الشمالية.
ومن جانبها بحثت الهيئة التنفيذية بالقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي في المنصورة بالعاصمة عدن، أمس الأحد، الأوضاع الخدمية بالمديرية، في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية وانعدام الرواتب.
وناقشت الهيئة في اجتماعها الدوري لشهر فبراير، برئاسة الدكتورة أماني عمبر، عددًا من القضايا والموضوعات الهامة، ومستوى إنجاز الأنشطة والبرامج خلال شهر يناير، وأقر الاجتماع، خطة عمل الهيئة لشهري فبراير ومارس لهذا العام، إلى جانب استعراض عدد من المواضيع التنظيمية والإدارية الخاصة بقوائم الأعضاء الجدد بالقيادة المحلية، ووقف على الترتيب والإعداد الجاري؛ لاحتفالية ذكرى الشهداء بالمديرية الموافق يوم 11 فبراير.
كما بحثت الدائرة الاقتصادية في الأمانة العامة للمجلس الانتقالي الجنوبي اليوم الأحد، في لقاء مع الإدارات الاقتصادية بالقيادة المحلية للمجلس في العاصمة عدن، تفعيل دورها الرقابي.
وشدد الاجتماع على كشف الفساد وإعداد التقارير عن التحركات التي تستهدف سلامة الاقتصاد ومعيشة المواطنين، وطرح الحلول الممكنة للقضاء على الفساد المالي والاقتصادي عمومًا، وقرروا تشكيل لجان مختصة لاقتراح حلول لمشكلات الفساد الاقتصادي والمالي والتلاعب بالأسعار وتدهور الخدمات.
واستعرض الاجتماع إنجازات الدائرة الاقتصادية والإدارات في القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بالعاصمة عدن ومديرياتها، وناقش الحاضرون مقترحات وخطط العمل للعام الجاري، وفرص التنسيق وتعزيز التسلسل التنظيمي للعمل المؤسسي.
كما تكفلت الجاليات الجنوبية في الخارج، بإطلاق قافلة ضخمة من المواد الغذائية للمرابطين في جبهات محور الضالع، حيث انطلقت القافلة من وسط المدينة، أمس الأول السبت، باتجاه مدينة سناح وأودعت في مخازن القوات المسلحة الجنوبية على الجبهة تمهيدًا لتوزيعها على الجبهات.
تقدمت القافلة قيادات سياسية وعسكرية وشخصيات اجتماعية، بينها عبدالحميد طالب رئيس الإدارة الاجتماعية بالقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي في الضالع، واستقبلت القافلة القيادات العسكرية بجبهات محور الضالع، معربة عن تقديرها التلاحم الشعبي في مواجهة أعداء الجنوب.