استخبارات أبو محفوظ.. هل بلغت صراعات الأجنحة الحوثية فصلها الأخير؟
يبدو أنّ عامل رعب ضخمًا للغاية يسود في معسكر الحوثيين، من تفاقم صراعات الأجنحة التي قد تكون مزلزلة لاستقرار المليشيات بشكل كبير، وهو ما يُقابل بسلسلة من التحركات أبرزها نشر الجواسيس في كل حدب وصوب.
فسيرًا على هذا النحو، فإنّ مكتب القيادي الحوثي النافذ المدعو أحمد حامد (أبو محفوظ)، المعيّن من المليشيات الإرهابية مديرًا لمكتب رئاسة الجمهورية في صنعاء، يتلقى عشرات التقارير اليومية من الجواسيس الذين زرعهم في مختلف المرافق الحكومية والمناطق الواقعة تحت سيطرتهم.
"المشهد العربي" علم من مصدر مطلع أنَّ أبو محفوظ شكّل جهازًا استخباراتيًا خاصًا به، وقام بتعيين عناصره في الوزارات والمرافق الحكومية، وتوزيعهم في عدد من المناطق الواقعة تحت سيطرة المليشيا المدعومة من إيران.
وترفع عناصر أبو محفوظ، تقارير سرية عن المسؤولين في حكومة المليشيات غير المعترف بها، والقيادات والمشرفين الحوثيين، علمًا بأنّ أبو محفوظ أسّس قسمًا خاصًا لأرشفة تلك التقارير، لاستخدام المخالفات والفضائح التي تقع فيها قيادات المليشيا الإرهابية، ضدهم متى ما استدعت الحاجة لذلك.
يُشار إلى أنّ المدعو أبو محفوظ يملك نفوذًا كبيرًا ومتعاظمًا في سلطة المليشيات الإرهابية، واستطاع تأسيس شبكة كبيرة من الولاءات، وصار أحد أبرز أقطاب السلطة والنفوذ داخل المليشيا الموالية لإيران.
الخطوة التي أقدم عليها أبو محفوظ لا تثير أي استغراب، بقدر ما تبرهن على حجم تصاعد الخلافات والأزمات في المعسكر الحوثي، وأنّها وصلت إلى أبعد مدى يمكن بلوغه.
وبشكل واسع النطاق، يمكن القول إنّ صراعات الأجنحة التي ضربت المعسكر الحوثي تفاقمت كثيرًا طوال الفترة الماضية، وهي خلافات وقودها هو التسابق نحو كسب الأموال والسيطرة على النفوذ على الأرض.
اللافت أنّ هذه الخلافات بلغت الصف الأول في قيادات الحوثيين في أكثر من مناسبة، وهو ما قد يعطي دلالة شديدة الوضوح حول حجم الأزمات التي يعاني منها هذا الفصيل الإرهابي المدعوم من إيران.
ويبدو أنّ مساعي زعيم المليشيات عبد الملك الحوثي قد باءت بالفشل الذريع فيما يتعلق بمحاولة العمل على مواجهة هذه الأزمات سواء عبر إخماد لهيبها بشكل كامل، أو حتى مجرد العمل على تجنّب خروجها إلى وسائل الإعلام.
وكثيرًا مع عقد عبد الملك اجتماعات مع قيادات الحوثيين من أجل وأد هذه الخلافات لكن هذه الجهود لم تحقّق الغرض المطلوب منها، إذ شهدت الخلافات تفاقمًا وصل إلى حد التشابك المسلح، وهو ما ينذر بشكل رئيسي ومباشر إلى احتمالات أقوى لتفكّك هذا الفصيل الإرهابي.