حمل السلاح في مناطق المليشيات.. نظرة على القتل الحوثي غير المباشر
يواصل الأطفال دفع أبشع الأثمان من جراء الحرب الحوثية القائمة منذ صيف 2014، وسط توسع غادر من قِبل المليشيات المدعومة من إيران في ارتكاب صنوف عديدة من الجرائم والانتهاكات.
ويمكن القول إنّ إفساح الحوثيين المجال أمام "حمل السلاح" بشكل كبير يمثّل سببًا رئيسيًّا ومباشرًا في تكبيد الأطفال كلفة قاتمة، تصل إلى حد القتل.
تجلّى هذا واضحًا في حادثين منفصلين، أسفرا عن مصرع طفلين في محافظة إب الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية، فمن جانب قتل الطفل عبدالملك إبراهيم، بعد إصابته بعيار ناري خلال لعبه بسلاح والده.
من جانب آخر، قتلت الطفلة جنات أحمد نعمان برصاصة طائشة في تبادل لإطلاق النار بين الشقيقين سنان عبده نعمان ويونس عبده نعمان.
الحادثتان أثارتا استهجانًا واسعًا من قبل السكان الذين أكّدوا أنهما تؤشران على انتشار السلاح بشكل واسع في ظل سيطرة المليشيات الإرهابية.
وفيما يُضاف هذان الطفلان إلى قائمة طويلة من الأطفال الذين راحوا ضحيةً للإرهاب الغادر الذي تنفّذه المليشيات الحوثية الموالية لإيران، فإنّ إقدام المليشيات الحوثية على إفساح المجال أمام ظاهرة حمل السلاح أمرٌ يحمل الكثير من الخطر على حياة أعداد ضخمة من السكان، صغارًا أو كبارًا.
هذه الخطوة التي صنعها الحوثيون بشكل مباشر يمكن القول إنّها ترجع إلى مساعي المليشيات إلى جعل القتل لغةً سهلة في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وبالتالي فتح الباب أمام تفشٍ مرعب للفوضى الأمنية التي حاصرت السكان بين الكثير من الأعباء.
ولا شك أنّ إقدام الحوثيين على صناعة هذه الفوضى الأمنية أمرٌ مرتبط بمحاولة المليشيات إحكام قبضتها الغاشمة على المناطق الخاضعة لسيطرتها بشكل أكبر، بالإضافة إلى التوسّع في ارتكاب جرائم النهب والسطو التي تُمكّن المليشيات من تحقيق ثروات مالية طائلة.
هذه السياسة الخبيثة التي يتبعها الحوثيون من المؤكّد أن من يدفع ثمنها هم السكان الذين راحوا ضحيةً لهذا الإرهاب الغادر وأصبحت حياتهم شبه متوقفة.