برامج الحوثي الرمضانية.. صراع جديد على حلبة خلافات المليشيات
أضيفت برامج الحوثي الرمضانية إلى قائمة الأسباب التي مثّلت سببًا رئيسيًّا في تفاقم صراعات الأجنحة التي ضربت معسكر المليشات بشكل كبير للغاية.
ففي هذا الإطار، تدور أزمة حادة بين قيادات القطاع الإعلامي لمليشيا الحوثي الإرهابية بسبب الميزانية المالية المخصصة لشهر رمضان، حيث ترصد المليشيات ميزانيات كبيرة لشهر رمضان، في محاولة لترويج أفكارها الطائفية والمذهبية.
"المشهد العربي" علم تفاصيل الواقعة من مصدر إعلامي قال إنَّ هناك خلافات كبيرة بين وزير إعلام حكومة المليشيات "غير المعترف بها" المدعو ضيف الله الشامي، والقيادي الحوثي المدعو أحمد يحيى راصع المعين من المليشيا رئيسًا لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون.
ورفض المدعو راصع تدخل الوزير الشامي في التصرف بميزانية البرامج التلفزيونية والإذاعية المخصصة للقنوات والإذاعات الخاضعة لسيطرة المليشيا المدعومة من إيران في صنعاء.
ووجّه الشامي اتهامًا لـ"راصع" بتبديد الميزانية، بعد إنفاق 200 مليون ريال لإنتاج مسلسل رمضاني، وقال إنه غير ذات نفع، في حين رد الأخير بأن الشامي ينتقد قبل أن يظهر المسلسل للعلن.
وتسلم راصع من وزارة المالية التابعة للمليشيات 500 مليون ريال من مليار ريال وجه بها زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي لتطوير الإعلام التلفزيوني والإذاعي الحوثي، وهو ما أثار جنون وزير إعلام المليشيا الذي يسعى للحصول على حصته من هذا المبلغ.
تكشف هذه التفاصيل حجم الأزمة التي تعيشها المليشيات الحوثية بالنظر إلى تفاقم حجم الصراعات والخلافات، وهي أزمة مستعرة وربما تكون غير مسبوقة تعاني منها المليشيات وتنذر بالمزيد من الخلافات.
ويمكن القول إنّ المليشيات الحوثية تعيش أيامًا صعبة بالنظر إلى حجم الخلافات الحادة التي تضرب هذا المعسكر من الداخل، وهي صراعات تتفاقم بشكل كبير في إطار تسابق عناصر هذا الفصيل على كسب النفوذ على صعيد واسع.
تفاقم الخلافات الحوثية أمرٌ يبرهن على حالة التفكك التي تعانيها المليشيات، وهي حالة وهن ضخمة يمكن أن تكون سببًا رئيسيًّا ومباشرًا في انهيار شامل لمعسكر المليشيات.
ما يبرهن على ذلك أنّ الخلافات الحوثية لم تقف عند حد المواقف والقرارات لكن الأمر وصل إلى حد التشابك المسلح الذي أفقد المليشيات الكثير من عناصرها الذين سقطوا بين قتيل وجريح، على إثر هذه الخلافات الحادة.