خسائر الحوثي الميدانية.. بين تغيير الاستراتيجية والاعتراف بالحقيقة
على الرغم من إصرار الحوثيين على التصعيد العسكري بشكل متواصل، فإنّ المليشيات المدعومة من إيران تتعرّض لعمليات تضييق خناق بفعل جهود عسكرية دؤوبة تبذلها القوات المشتركة.
ففي أحدث التطورات الميدانية، أوقعت القوات المشتركة، خلال الساعات الماضية، قتلى في صفوف مليشيا الحوثي الإرهابية، وجرحت آخرين في اشتباكات بقطاع مدينة الصالح في الحديدة.
ودفعت المليشيات الحوثية المدعومة من إيران بعناصرها لحفر خنادق خلف كلية الهندسة بقطاع مدينة الصالح، وأمام مبانٍ سكنية في شارع الخمسين داخل المدينة، حيث رصدتها وحدات الاستطلاع بالقوات المشتركة.
واندلعت الاشتباكات بين الطرفين، ونجحت القوات المشتركة في توجيه ضربات مباشرة لعناصر المليشيا خلفت قتلى وجرحى.
ميدانيًّا أيضًا، تصدت القوات المشتركة، لتحركات عناصر مليشيا الحوثي الإرهابية في مدينة الحديدة، حيث تم رصد تحركات مجاميع، شمال شرق مطار الحديدة، واستهدفتها القوات المشتركة بالأسلحة المناسبة.
وكشفت مصادر ميدانية عن نجاح "المشتركة" في إيقاع خسائر كبيرة في صفوف عناصر المليشيات الحوثية الإرهابية.
تُضاف هذه الخسائر الضخمة إلى سجل طويل من الهزائم التي منيت بها المليشيات الحوثية الموالية لإيران على مدار سنوات حربها العبثية، وهي خسائر يمكن القول إنّها تشكّل تضييقًا للخناق على المليشيات بشكل واسع النطاق.
توجيه المزيد من الضربات العسكرية أمرٌ شديد الأهمية لا سيّما في ظل إصرار المليشيات على التصعيد العسكري وإطالة أمد الحرب من أجل تحقيق أكبر قدر من المكاسب الميدانية.
وطوال الفترة الماضية، عملت المليشيات الحوثية على إجهاض الكثير من المحاولات التي رمت للتوصّل إلى حل سياسي، وهو ما عرقل إخماد لهيب الحرب المستعرة والتي طال أمدها أكثر مما يُطاق.
وإزاء التصعيد الحوثي المتواصل، فإنّ هذه الضربات المتتالية التي تتكبّدها المليشيات قد تلزمها بالانخراط في مسار للسلام بغية احترام الحل السياسي وتنفيذه بما يمثّل سبيلًا نحو وقف معاناة قطاعات عريضة من السكان من جرّاء استمرار الحرب.
فضلًا عن ذلك، فإنّ خسائر الحوثي الميدانية تبرهن على مدى وهن وضعف المليشيات الإرهابية التي تدعي القوة طوال الوقت على غير الحقيقة.
وتعمل القيادة الحوثية على إيهام عناصرها بأنّ مشروعها قائم ويتمدّد، لكن الخسائر التي تتكبّدها المليشيات تكشف الحقيقة التي تحاول إخفاءها بأي طريقة.