كلفة الحرب الغاشمة.. بين جرائم الحوثي الدامية وسياسة الشرعية الخبيثة
أحدثت الحرب الحوثية القائمة منذ صيف 2014، أزمة إنسانية وكلفة بشرية شديدة الفداحة، توثّقها الكثير من التقارير الدولية والبيانات الأممية، لكن ما ضاعف من هذه الكلفة أيضًا السياسة العبثية التي اتبعها نظام الشرعية.
ففي هذا الإطار وضمن أحدث التقارير التي وثّقت مآسي الحرب، أعلنت مفوضية اللاجئين أنّ النزاع في اليمن خلّف أكثر من ألفي قتيل مدني خلال العام الماضي.
وكشفت المفوضية الدولية، في تغريدة عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، اليوم الجمعة، عن نزوح 172 ألف شخص وتضرر أربعة آلاف و600 منزل ومزرعة.
يوثّق هذا الإحصاء المقتضب هول ما أحدثته الحرب الحوثية القائمة منذ صيف 2014، من كلفة ضخمة للغاية حاصرت قطاعات عريضة من السكان بين براثن أزمات معيشية شديدة الفداحة.
وارتكبت المليشيات الحوثية الكثير من الجرائم والاعتداءات التي حاصرت السكان بين صنوف ضخمة من صور الأعباء والمعاناة التي لا تُطاق على الإطلاق.
وكان تقرير صدر عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا)، في ديسمبر الماضي، أفاد بوفاة نحو 233 ألف شخص بسبب الحرب في اليمن، بينهم 131 ألفا أسباب غير مباشرة مثل نقص الغذاء والخدمات الصحية والبنية التحتية.
وقال المكتب الأممي إنَّ الاحتياجات الإنسانية استمرت في التصاعد، مشيرًا إلى حاجة 24 مليونا و300 ألف شخص إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية في عام 2021.
ونبه إلى أن الأعمال العدائية أسفرت عن سقوط عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين؛ مؤكدا التحقق من 3153 حالة وفاة بين الأطفال و5660 طفلا في السنوات الخمس الأولى من النزاع.
مسؤولية هذه الخسائر المرعبة نجمت عن الجرائم المرعبة التي ارتكبتها المليشيات الحوثية، وطالت المدنيين بشكل مباشر، حيث لم يفوّت هذا الفصيل جريمةً إلا وارتكبها ضد السكان في المناطق التي ينشط فيها.
لا يُعفَى نظام الشرعية من المسؤولية، فحزب الإصلاح اتبع سياسة قامت على خبث حاد، وقد أصبح شغله الشاغل هو العمل على تحقيق أكبر قدر من المصالح، سواء فيما يتعلق بالعمل على تحقيق مكاسب مالية وكذا توجيه بوصلة العداء ضد الجنوب.
ويمكن القول إنّ نظام الشرعية استغل الحرب، والحالة العبثية الناجمة عنها، وبات شغله الشاغل التفنّن في ارتكاب جرائم النهب والسطو بغية تحقيق أكبر قدر من الثروات.