مياه الخير.. جهود سعودية لإنهاء مأساة اليمن المرعبة
يعتبر الغوث المائي أحد صنوف العمل الإغاثي الذي تبذله المملكة العربية السعودية ضمن التعامل الفريد من نوعه مع الأزمة الإنسانية المروّعة التي صنعتها الحرب القائمة منذ صيف 2014.
ففي إطار هذا العمل الإغاثي المهم، قدَّمت فرق مشروع الإمداد المائي التابع لمركز الملك سلمان للإغاثة أكثر من خمسة ملايين لتر ماء في شهر، إلى الأهالي في مديريات ميدي، وحيران، وحرض، وعبس التابعة لمحافظة حجة.
وخلال شهر يناير الماضي، ضخّت فرق المشروع السعودي مليونًا و283 ألف لتر من مياه صالحة للشرب، وأربعة ملايين و23 ألف لتر من المياه الصالحة للاستخدام.
تحمل مثل هذه الجهود التي تنفّذها السعودية بشكل متواصل أهمية بالغة في إطار العمل لتمكين السكان من تجاوز الأعباء المروعة التي صنعتها الحرب القائمة منذ أكثر من ست سنوات.
ففي إطار توثيق هذه المعاناة المرعبة، فإنّ ما لا يقل عن 16 مليون شخص لا يحصلون على المياه النظيفة، في ظل معاناة قاتمة من محدودية الوصول إلى المياه، علمًا بأنّ هذه الأزمة كانت متواجدة قبل بدء الحرب لكن تضاعفت كثيرًا في الفترة الماضية.
الأمر لا يقتصر على هذا الوضع المروع، لكن المعاناة تتضمّن أيضًا تفشيًّا مرعبًا للأزمة الصحية، وتقول تقارير إنّ أكثر من ربع الحالات التي يُشتبه في إصابتها بالإسهال المائي الحاد والكوليرا والبالغة حوالي مليون حالة، هم من الأطفال ما دون الخامسة من العمر، وأكثر من 385 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد ويصارعون من أجل البقاء، علمًا بأنّ المياه الصالحة للشرب تشكّل أحد أهم أسباب سوء التغذية.
وفيما أخذت السعودية على عاتقها مهمة هذا العمل الإنساني العظيم، فإنّ استمرار معاناة السكان على هذا النحو تُحتّم ضرورة العمل على تكثيف العمل الإغاثي بشكل كبير، من أجل كبح جماح الأعباء التي تحاصر قطاعات عريضة من السكان.