التمادي الحوثي في التجنيد القسري.. ضعفاء تحرقهم الجبهات
على الرغم من تكبّدها الكثير من الخسائر الميدانية والعسكرية في الفترة الماضية، تواصل المليشيات الحوثية التوسّع في سياسة التجنيد القسري التي تقوم على الزج بالمدنيين والمستضعفين إلى جبهات القتال، أو بالأحرى محارق الموت.
ففي خطوة لتعويض الخسائر الضخمة التي منيت بها طوال الفترة الماضية، كشفت صحيفة "الشرق الأوسط" عن قيام مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا، بالزج بالمئات من المُهمشين من ذوي البشرة السوداء إلى جبهات القتال.
وشنّت المليشيات الحوثية في الفترة القليلة الماضية، حملات تجنيد في صنعاء وذمار، مع فرض إتاوات لتمويل هجمات المليشيات على عدة جبهات.
وبحسب المصدر نفسه، تواصل المليشيات الحوثية العمل على استهداف فئة المُهمشين، كونها الطبقة الأكثر فقرًا، من خلال استغلالهم واستخدامهم دروعًا بشرية في حربها.
ونفّذت المليشيات الحوثية عبر مشرفيها والموالين لها في المديريات والمحافظات الواقعة تحت سيطرتها، عملية تجنيد واسعة طالت المُنتمين لهذه الشريحة من مختلف الأعمار، والدفع بهم إلى معسكرات التدريب ومن ثم نقلهم إلى الجبهات.
سياسة التجنيد القسري هي واحدة من أبشع صنوف الجرائم والاعتداءات التي ارتكبتها المليشيات الحوثية على مدار سنوات حربها العبثية القائمة منذ صيف 2014، وهي أزمة حاصرت المدنيين بالكثير من الأعباء التي لا تُطاق على الإطلاق.
ويمكن القول إنّ المليشيات الحوثية تستغل حالة العوز التي تحاصر أعدادًا ضخمة من السكان بفعل الفقر المروع الناجم عن الحرب الراهنة، وبالتالي تزج بهؤلاء الضعفاء إلى الجبهات، بل ويتم وضعهم في الصفوف الأولى.
هذه السياسة الخبيثة التي يتبعها الحوثيون تحمل دلالة شديدة الوضوح مفادها أنّه لا قيمة للإنسان في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين على الإطلاق، وأنّها تصر أيضًا على إطالة أمد الحرب بشكل كبير.
ودفعت فئات عديدة ثمنًا فادحًا لهذا الإجرام الحوثي الذي تخطّى كل الخطوط الحمر، ولعل فئة الطلاب من بين أكثر من تم إيقاعهم في هذه الشبكة القاتلة.
وأظهرت المليشيات الحوثية وجهها الخبيث وهي تتعمّد إفشال العملية التعليمية بل وترسيب الطلاب بشكل كبير وإجبارهم على الخروج من منظومة التعليم بشكل كامل، وبالتالي يضيع مستقبلهم فتكون جبهات القتال في انتظارهم.
وعلى وجه التحديد، دفع الأطفال الثمن الأكثر فداحة حيث يتم تجنيدهم من قِبل الحوثيين للزج بهم في الجبهات، وإجبارهم على المشاركة في أعمال القتال.
ولعل ما يبرهن على تمادي الحوثيين في هذا الإجرام الفتاك هو أنّه لا يخلو أي معسكر أو تجمع أو حشد عسكري للمليشيات من أطفال، حيث يبدأ التجنيد عبر التعبئة الفكرية والدينية ذات الصبغة الصارمة.
ويعتمد التجنيد الحوثي على تدريس ملازم مؤسس المليشيات حسين بدر الدين الحوثي للأطفال في سن صغيرة، وذلك تمهيدًا لنقلهم إلى معسكرات التدريب السرية التي يتم فيها تدريسهم مختلف فنون القتال وذلك قبل تهيئتهم للرحيل إلى الجبهات.