سوء التغذية في اليمن.. غول متوحش صنعه الحوثي والشرعية
من جديد، عادت التحذيرات من هول ما يمثّله "غول" سوء التغذية من تهديدات مرعبة تطال أعدادًا ضخمة من السكان في اليمن، لا سيّما الأطفال والنساء.
ففي إطار هذه التهديدات، حذَّر مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا)، من معاناة أكثر من 2.25 مليون طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد.
وقال المكتب الأممي في تغريدة عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إنَّ أكثر من مليون امرأة حامل ومرضعة مهددة بسوء التغذية.
يُضاف هذا التحذير، إلى سلسلة طويلة من التنبيهات الخاصة بالوضع الإنساني في اليمن، لا سيّما فيما يتعلق بتفشي سوء التغذية، كواحدة من أبشع الأزمات الناجمة عن الحرب بشكل مباشر.
وكانت منظمات الأغذية والزراعة (فاو) والأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) والأغذية العالمي والصحة العالمية، قد حذّرت قبل أيام من معاناة مليونين و300 ألف طفل دون الخامسة في اليمن من سوء التغذية الحاد في العام نفسه.
وذكر بيانٌ مشترك صادر عن المنظمات الأربع أنَّ الأرقام في تقرير سوء التغذية الحاد للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، تشير لارتفاع معدلات سوء التغذية الحاد والحاد الوخيم بمقدار 16٪ وَ 22٪ على التوالي بين الأطفال تحت سن الخامسة، بالمقارنة بالعام الماضي.
كما حذَّرت وكالات الأمم المتحدة من أن هذه الأرقام كانت من بين أعلى معدلات سوء التغذية الحاد الوخيم المسجلة في اليمن منذ تصاعد النزاع عام 2015.
وأشار البيان إلى أنَّ الوقاية من سوء التغذية ومعالجته تتطلب الرعاية الصحية الجيدة للأمهات، وسط معاناة مليون و200 ألف امرأة حامل أو مرضع من سوء التغذية الحاد.
توثّق هذه التقارير حجم المعاناة الضخمة التي تعانيها قطاعات عريضة من السكان من هول الأزمة الإنسانية التي صنعتها الحرب الحوثية الغاشمة، فضلًا عن سياسة عبثية يتبعها نظام الشرعية فاقمت هذه الأعباء أيضًا.
وأحدثت الحرب الراهنة تفشيًّا مرعبًا للفقر والجوع وانتشارًا فتاكًا للأوبئة المرعبة التي كبّدت السكان كلفة باهظة للغاية، وهو ما قاد إلى تصنيف الأزمة الإنسانية بأنّها الأشد بشاعة على مستوى العالم.
ويمكن القول إنّ المليشيات الحوثية تتحمّل جانبًا رئيسيًّا من المسؤولية عنه، بعدما ارتكبت الكثير من الجرائم التي مثّلت استهدافًا للإنسانية كما أنّها عملت على إطالة أمد الحرب إلى أطول فترة ممكنة.
ويقع جانب رئيسي آخر من المسؤولية على عاتق نظام الشرعية بعدما أبدى تجاهلًا كاملًا لاحتياجات قطاعات عريضة من السكان، وأصبح منشغلًا بالعمل على تحقيق مصالحه وتضخيم ثرواته بشكل كبير.