إشادات يمنية بدور الإمارات الرائد

الحياة تعود إلى الساحل الغربي

السبت 7 إبريل 2018 03:07:05
الحياة تعود إلى الساحل الغربي
فتاح المحرمي

من إنعاش الأوضاع الصحية ومكافحة الأوبئة، وعلى رأسها الكوليرا، إلى النهوض بالتعليم، ودعم مشاريع الكهرباء والمياه، إلى إعمار مساكن من تضرروا بالحرب، وقبل ذلك الجهود الكبيرة في نزع الألغام، وتمكين الصيادين من العودة لعملهم، إلى تلمس احتياجات الأسر النازحة والمحتاجة، وغيرها كثير من الجهود الإنسانية الخيرة التي حظيت بتقدير الجهات الرسمية وأسمى معاني الشكر والعرفان وعظيم الامتنان على المستوى الشعبي في الداخل.

 

كانت تلك الإنجازات بمثابة ثمرات الجهود الريادية التي أنبتتها أيادي الخير لـ «إمارات الخير» وعبر ذراعها السخية ممثلة في هيئة الهلال الأحمر الإماراتية، فانعكس مردودها الخير على مناطق الساحل الغربي والتي بات أهلها ينعمون بحياة معيشية طيبة.

وعلى عكس ما أشاعته بعض وسائل الإعلام الكاذبة عن الأوضاع في مدن الساحل الغربي، وتحديداً مدينة المخا الاستراتيجية، أضحت الأوضاع أكثر استقراراً، وعاد النازحون إلى منازلهم، وعاد الصيادون إلى عملهم، والمزارعون إلى مزارعهم، والطلاب إلى مدارسهم، والكهرباء صارت لا تنقطع، والمياه متوافرة... بالمجمل يمكننا القول إن الحياة عادت إلى طبيعتها، بل وبصورة أفضل بعد التحرير عن ما كانت عليه من قبل وإلى امتداد عقود من الزمن.

وأشاد مسؤولو وقادة الجبهات ومواطنون بجهود التحالف العربي، وعلى وجه الخصوص دولة الإمارات العربية المتحدة التي عبر ذراعها الإنسانية هيئة الهلال الأحمر كان ولا يزال لها الفضل الأكبر، من بعد الله، ومن ثم القيادات المحلية والمواطنين في تطبيع الحياة، وتحسن الظروف المعيشية والحياتية للمواطنين بدرجة كبيرة بعد تحرير مناطقهم مقارنة بظروفهم المأساوية التي كانوا يعيشونها عند سيطرة الميليشيات الحوثية على مناطقهم.

 

نزع الألغام

 اندحرت ميليشيات الحوثي من مناطق الساحل الغربي، ولأنها حاقدة وإجرامية بحق المواطن، فقد زرعت عشرات الآلاف من الألغام بمختلف أنواعها وبتدريب إيراني، لتبقي على آلة القتل وسفك الدماء بطريقة غادرة وجبانة مطمورة تحت التراب، وحين كان خطر الألغام يهدد أبناء مناطق الساحل الغربي، ويحصد العشرات منهم ما بين قتيل وجريح، عملت قوات التحالف العربي، وعلى وجه الخصوص القوات المسلحة الإماراتية، لتشكيل فرق هندسية مشتركة من القوات الإماراتية والسودانية وألوية العمالقة الجنوبية، حيث باشر ويباشر الفريق بمسح المناطق عقب تحريرها، ومن ثم يشرع في نزع الألغام وينهي خطرها على المواطنين.

 

وفي هذا الصدد، عبرت القيادة العامة لجبهة الساحل الغربي عن شكرها وتقديرها للدور الذي قامت به جميع الفرق الهندسية المشتركة في نزع كميات كبيرة من الألغام في مختلف مناطق الساحل الغربي، والتي زرعتها الميليشيات الحوثية بشكل مكثف وبطرق متعددة، والتي كانت تهدد حياة عشرات الآلاف من المواطنين في الساحل الغربي.

 

وقال القائد العام لجبهة الساحل الغربي عبدالرحمن المحرمي «أبو زرعة»: «إن القيادة العامة لجبهة الساحل الغربي تشكر تلك الفرق الهندسية التي عملت على نزع الألغام، والشكر لكل الفرق المشتركة من القوات الإماراتية والقوات السودانية وألوية العمالقة على المجهود الكبير الذي بذلوه في انتزاع الألغام في الساحل الغربي والقيام بإتلافها».

وأفاد القائد أبو زرعة: «إن الميليشيات الحوثية عملت على تلغيم القرى والمدن والطرقات دون مراعاة لطرقات ومساكن المواطنين، وعملت على زرع الألغام بمختلف أنواعها وبتدريب خبراء إيرانيين، حيث عملوا على زرع العبوات الناسفة الحرارية التي حصدت أرواح العشرات من المدنيين».

 

وأدت عملية نزع الألغام - والتي كانت على مراحل عدة - إلى تهيئة الظروف أمام عودة معظم النازحين إلى مناطق ومدن الساحل الغربي، سيما بعد بذل جهود خيرة من قبل دولة الإمارات وعبر ذراعها الخيرية هيئة الهلال الأحمر الإماراتية وتنفيذها عدداً من المشاريع الخدمية التي عجلت من عودة النازحين، وتطبيع الحياة في مدن الساحل الغربي.

 

تطبيع الحياة

 ولعبت هيئة الهلال الأحمر الإماراتية، الذراع الإنسانية والخيرية لدولة الإمارات العربية المتحدة، دوراً بارزاً في تطبيع الحياة بمختلف مناطق الساحل الغربي عقب تحريرها من ميليشيات الحوثي الانقلابية.

 

وفي حديثه لـ «الاتحاد»، قال الصحفي أصيل السقلدي: «مع كل تقدم لقوات التحالف وألوية العمالقة في الساحل الغربي، تسارع هيئة الهلال الأحمر الإماراتية، الذراع الإنسانية لقوات التحالف العربي، في تطبيع الحياة وإغاثة الأسر النازحة، والعمل على إعادتهم إلى منازلهم بعد ترميمها».

 

وقال السقلدي - وهو صحفي في المركز الإعلامي لجبهة الساحل الغربي: «من خلال وجودنا في الساحل الغربي، نلاحظ الفرق الكبير في ظروف المواطنين بعد تحرير مناطقهم مقارنة مع ظروفهم المأساوية التي كانوا يعيشونها عند سيطرة الميليشيات الحوثية على تلك المناطق».

 

وقال: «فريق هيئة الهلال الأحمر الإماراتية عمل على تقديم المساعدات الإنسانية في كل المناطق التي يتم تحريرها من ميليشيات الحوثي ابتداءً من ذوباب وباب المندب، مروراً بلجديد والكدحة ومدينة المخا، وصولاً إلى يختل، ثم موشج والخوخة شمالاً، وموزع والهاملي شرقاً».

 

وأضاف: «عمل فريق هيئة الهلال الأحمر الإماراتية على تطبيع الحياة بشكل إغاثي، من خلال توزيع المواد الغذائية، وتأهيل وترميم المدارس والمستشفيات، وتوفير كادر طبي وأدوية، وجميع المستلزمات الطبية، وأيضاً عمل على ترميم وبناء المنازل التي تضررت من الحرب». وقال: «يعود الفضل بعد الله لقيادة التحالف العربي، والقائد العام لجبهة الساحل الغربي القائد أبو زرعة المحرمي الذي يحرص على المتابعة والإشراف على عملية الإغاثة، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى كل المواطنين في مناطق الساحل الغربي».

 

المخا الاستراتيجية نموذجاً

 

مدينة المخا الواقعة على الشريط الساحلي للبحر الأحمر والمشرفة على مضيق باب المندب والتي أسهمت القوات المسلحة الإماراتية بدور كبير في تحريرها، باتت الحياة فيها أكثر أمناً واستقراراً من ذي قبل، حيث كانت المدينة تعيش تحت قبضة ميليشيات الحوثي الانقلابية المستبدة والتي تنهب خيرات المواطنين تحت مبرر المجهود الحربي، كما تقتاد الشباب للجبهات بالقوة، ناهيك عن استخدامها للمواطنين دروعاً بشرية.

 

عقب تحرير المخا في يناير من العام الماضي، بذلت دولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة بذراعها الإنسانية هيئة الهلال الأحمر جهوداً خيرة شملت العديد من المجالات، من أبرزها إعمار ما يقارب 25 منزلاً في المخا على مرحلتين، وتسليمها للعائلات المتضررة من الحرب، وكذلك إعادة تأهيل محطة المخا الكهربائية وإعادة تأهيل شبكة المياه، وترميم المستشفى مع سكن الأطباء، ومبنى الأمومة والطفولة، وترميم «4» مدارس، إضافة لتوزيع المعونات الإغاثية العاجلة للأسر في المدينة عقب التحرير مباشرة.

 

هذه الجهود الإماراتية حققت لأبناء المخا، وخلال فتره وجيزة، ما لم يتم تحقيقه على مدى عقود من الزمن، وأحدث بصمة إماراتية خيرة لطالما انتظرها أبناء المخا الذين عانوا إقصاء وتهميشاً من النظام السابق وأعقبه استبداد الحوثيين، فكان لها الدور البارز في عودة الحياة إلى المدينة بشكلها الطبيعي وبصورة أفضل من ذي قبل، بل إنها صارت نموذجاً في المناطق المحررة.

 

«الجزيرة» تكذب

وتعتمد أكثر الأسر في مناطق الساحل الغربي على صيد الأسماك كمصدر دخل، ولهذا فقد كانت عودتها للعمل عقب التحرير عامل استقرار، كما أنه عامل مهم في عودة الحياة لمناطق الساحل الغربي، قناة الجزيرة القطرية سعت لاستغلال هذا الأمر وبثت تقارير مزيفة وكاذبة عن منع التحالف للصيادين من العودة لعملهم، وهو ما كذبه الصيادون في تسجيلات مرئية من سواحل المخا ومدن الساحل الغربي.

 

حيث ظهر أحد الصيادين في مقطع فيديو مسجل بسواحل المخا وكذب التقارير التي بثتها قناة الجزيرة، موضحاً أن حديث الجزيرة عن توقيف ومنع الصيادين من الاصطياد في المخا مزيف وكاذب، وأفاد: «إننا ندخل للصيد في مختلف المناطق»، وذكر منها مناطق «الجديد»، «باب المندب»، «العرضي»، «السويدا»، «السقيا»، «رأس العارة»، وقال الحياة في المخا باتت أفضل من السابق، والعمل في الصيد عاد وبوتيرة أعلى، حيث إننا ندخل ونصطاد من أنواع الأسماك كافة، إلى امتداد 45 ميلاً.

 

وقال صياد آخر ظهر في الفيديو نفسه «رسالتنا لقناة الجزيرة أن تكف عن بث الشائعات والتقارير الكاذبة عن أوضاع المواطنين في مدينة المخا ومدن الساحل الغربي، فنحن نعيش في خير ووضع أفضل من ذي قبل، وتقرير قناة الجزيرة عن منعنا من الصيد هو كذبة، فنحن نصطاد يومياً، ونعيل أسرنا من عملنا في الصيد».

 

شكراً للإمارات

أما جهود دولة الإمارات العربية المتحدة وإسهاماتها في عودة الحياة للمناطق المحررة، ومنها الساحل الغربي، فكانت محل إشادة وشكر المسؤولين وقادة الجبهات والمواطنين، حيث أشاد محافظ الحديدة، حسن طاهر، في أحدث تصريح صحفي، بدور التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية، في تحرير الأراضي اليمنية من ميليشيات الحوثي الإيرانية، وإسهامات دولة الإمارات الخيرة لعودة الحياة مرة أخرى إلى المناطق اليمنية المحررة.

 

وأثنى محافظ الحديدة، خلال الزيارة التي قام بها إلى مديرية الخوخة منتصف يناير الماضي، على حرص دولة الإمارات العربية المتحدة على توجيه القوافل الإغاثية بشكل مستمر إلى أهالي المدن اليمنية المحررة، وكذلك إعادة تأهيل العديد من المرافق الرئيسة التي تمد الأسر اليمنية بالخدمات المتنوعة، مثل الكهرباء والرعاية الصحية والغذاء.

 

وبدورها، ثمنت قيادة عمليات الساحل الغربي جهود التحالف العربي في دعم وإسناد والمشاركة بعمليات تحرير مناطقهم، ودور الإمارات في دعم عودة شريان الحياة إلى مدن ومناطق الساحل الغربي، وقال الصحفي أصيل السقلدي «نثمن جهود التحالف العربي الذي كان خير سند لعمليات التحرير، والجهود التي لا يزال يبذلها حتى اليوم، كما نثمن ونشكر على وجه الخصوص دولة الإمارات العربية المتحدة والتي كان لها دور ريادي في استتباب الأوضاع الأمنية، وتطبيع الحياة، وإعادة شريان الحياة إلى المدن والمناطق على امتداد الساحل الغربي».

 

وعبر المواطنون من أبناء مناطق الساحل الغربي عن شكرهم للتحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات التي كان لها دور ريادة في إعادة الحياة إلى مناطقهم، وتمكين الصيادين من عملهم وتوفير الخدمات وتحسينها وتوفير الأمن قبل كل ذلك، مشيرين إلى أنهم صاروا ينعمون بحياة معيشية وحرية شخصية لم تكن متوافرة منذ عقود.