صمود الضالع يحبط مشروع الاحتلال الشمالي للجنوب

الاثنين 22 فبراير 2021 18:00:00
صمود الضالع يحبط مشروع الاحتلال الشمالي للجنوب

رأي المشهد العربي

هناك جملة من التساؤلات التي تطرح نفسها بشأن توقيت اختيار المليشيات الحوثية التصعيد في جبهة الضالع تزامنا مع تقدمها في مأرب من دون أن تواجَه بأي ردة فعل من قبل قوات الجيش اليمني التي تمهد لها طريقها نحو السيطرة على المحافظة، ما يشي بأن مشروع احتلال القوى الشمالية الإرهابية للجنوب يجري تنفيذه على الأرض لكنه يواجَه بصمود القوات المسلحة الجنوبية التي تصد الهجمات الحوثية في جبهة الضالع.

قبل شهرين تقريبا هددت المليشيات الحوثية باحتلال الجنوب غير أن ثبات القوات المسلحة الجنوبية في جبهة الضالع منعها من التقدم شبرًا واحدًا، كما أن المليشيات الإرهابية تعثرت بصمود قبائل في مأرب ضد مشروعها للسيطرة على المحافظة بتنسيق مع الإصلاح الإخواني.

يبدو واضحا أن هناك بعض التغيرات التي طرأت ودفعت المليشيا  الحوثية للتصعيد في الضالع، إذ أنها تخلصت من الضغوطات الأمريكية بعد تراجع الولايات المتحدة عن قرار تصنيفها إرهابية إلى جانب تقدمها في مأرب والذي يمنحها مزيدا من الثقة تجاه توجيه عملياتها العسكرية باتجاه الضالع، غير أن هناك عاملا ثابتا لم يتغير وهو صمود القوات المسلحة الجنوبية على الأرض والتي تصد محاولات التقدم المتكررة على مدار اليومين الماضيين

تسعى المليشيات الحوثية للفت الأنظار عما يجري في مأرب من خلال التصعيد في الضالع بعد أن انكشف حجم التنسيق بينها وبين مليشيات الإخوان في المحافظة، إلى جانب أنها تبحث عن أدوات ضغط جديدة ضد المجلس الانتقالي الجنوبي والتحالف العربي، تحديدا وأن الأخير أوقف تقدمها في مأرب عبر الضربات الجوية المكثفة.

وكذلك فإن المليشيات الحوثية أدركت أن الشرعية الإخوانية ليس لديها الرغبة في توجيه سلاحها تجاهها وأن محاولات تنفيذ باقي بنود اتفاق الرياض على الأرض تبدو صعبة في ظل زيادة وتيرة التنسيق بينها وبين مليشيات الإخوان في الشمال، وبالتالي فهي تبحث عن كيفية شن هجوم مضاد بعد أن كان مقررا لملمة أوراق معسكر التحالف العربي ومجابهة العناصر المدعومة من إيران عسكريا.

تشكل خيانة الشرعية الإخوانية أحد أبرز دوافع التصعيد الحوثي الحالي في الضالع، غير أنها تصطدم بقوة عسكرية على الأرض تلقنها الهزيمة تلو الأخرى بالرغم من أن جنود القوات المسلحة الجنوبية يخوضون معاركهم في ظل رفض الشرعية الإخوانية إنهاء أزمة رواتبهم، لكن الإيمان بالقضية الجنوبية والدعم الشعبي والسياسي غير المحدود لهؤلاء الأبطال قادر على أن يصنع المعجزات على الأرض.