قبل أن يحترق البارود.. ما ضرورات تنفيذ الشق العسكري لاتفاق الرياض؟
تدفع تطورات ومستجدات الأوضاع على الصعيد العسكرية نحو ضرورة تنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض الموقّع بين المجلس الانتقالي الجنوبي ونظام الشرعية في نوفمبر من العام قبل الماضي.
فبين لحظة وأخرى، قد تتمكّن المليشيات الحوثية الإرهابية من فرض سيطرتها الغاشمة على جبهة مأرب، وذلك بعدما مارست المليشيات الإخوانية خيانة مفضوحة أضيفت إلى سلسلة طويلة من التآمر العسكري لصالح الحوثيين الذي يمارسه هذا الفصيل الإرهابي.
سيطرة الحوثيين على جبهة مأرب تأتي في وقتٍ تصر فيه المليشيات الإخوانية الإرهابية على تحريف بوصلة الحرب، وتوجّه سهام عدائها صوب الجنوب وتحديدًا في محافظتي شبوة وأبين سواء من خلال تهديدات عسكرية أو إثارة نعرات وأزمات معيشية وحياتية بشكل دائم.
وحتى لا يتكرّر "كابوس حجور" في جبهة مأرب، فإنّ هناك حاجة ماسة لأن يتم الدفع نحو إلزام نظام الشرعية بتنفيذ الشق العسكري من بنود اتفاق الرياض، وذلك من خلال السحب الكامل لعناصر مسلحي نظام الشرعية من شبوة وأبين وكذا حضرموت والمهرة لتتوجّه إلى مأرب إذا كانت هناك نية صادقة تسعى إلى وقف التحركات الحوثية نحو السيطرة عليها.
ولا يبدو أنّ المليشيات الإخوانية الإرهابية قد تتحرّك من تلقاء نفسها لتطبيق شق اتفاق الرياض العسكري بشكل كامل، وهذا راجع إلى أنّ نظام الشرعية يعادي الجنوب ويستهدف فرض احتلاله الغاشم على أراضيه بشتى السبل، ولا يولي أي أهمية نحو استعادة أراضيه من قبضة المليشيات الحوثية.
وبالتالي، فإنّ المرحلة المقبلة تستلزم ممارسة أكبر قدر من الضغوط على نظام الشرعية لإجباره على سحب مليشياته الإخوانية من الجنوب وإلزامها بالعمل على صد التمدّد الحوثي المتصاعد في جبهة مأرب.
في الوقت نفسه، فإنّ التراخي عن لعب هذا الدور يحمل تأثيرات مخيفة لا سيّما فيما يتعلق بأنّ بوصلة الحرب ستظل موجهة ضد الجنوب، وهو بدوره لن يتخلى ولن يتراجع عن اتخاذ كافة الإجراءات التي تحمي أمنه وتحفظ استقراره، لا سيّما أنّ هناك تفويضًا شعبيًّا حصلت عليه القيادة السياسية الجنوبية لتحقيق هذا الغرض الذي لا تفاوض بشأنه.
كما أنّ التراخي أمام سياسات الإخوان العبثية تُفسِح المجال أمام تمدّد الهيمنة الحوثية على الأرض فيما يتعلق بجبهة مأرب ومن ثم التمدّد عسكريًّا فيما بعد، وهو أمرٌ يتوجب الحيطة منه بشكل كبير.
وحتى يتم توخي كل هذه المخاطر، فإنّه لا بديل عن العمل على إلزام نظام الشرعية على تطبيق الشق العسكري من اتفاق الرياض، بل وتوجيه هذه العناصر بالعمل على مواجهة المليشيات الحوثية في جبهة مأرب.
يتفق مع ذلك الشاعر عبدالله الجعيدي، الذي دعا إلى ضرورة تنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض، وذلك عبر ذهاب مليشيا الإخوان المتواجدة في أبين وشبوة ووادي وصحراء حضرموت والمهرة للدفاع عن مأرب.
وقال الجعيدي في تغريدة عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "ما لم ينفذ الشق العسكري من اتفاق الرياض بذهاب القوات العسكرية اليمنية التي تتواجد في أبين وشبوة ووادي وصحراء حضرموت والمهرة للدفاع عن مأرب اليوم وليس غدًا لا يمكن له أن ينفذ غدًا أو بعد غدًا".