سرقة الآثار تفضح ممارسات الإرهاب القطري بالجنوب
رأي المشهد العربي
لم يكن الكشف عن سرقة تمثال الوعل البرونزي الأثري الذي هربه تنظيم الإخوان الإرهابي إلى دويلة قطر إلا نقطة في بحر من الجرائم القطرية بالجنوب طيلة السنوات الماضية، وتحديدًا منذ بدء الحرب الحوثية في العام 2014، وهو ما يدفع لضرورة فضح تلك الممارسات أمام المجتمع الدولي والمطالبة بتوقيع العقوبات على الدولة التي ساهمت في إطالة أمد الصراع حتى الآن.
مارست قطر أقذر أنواع الخيانة مع التحالف العربي بعد أن أدعت مشاركتها في عاصفة الحزم في الوقت الذي كانت تقوم فيه بدور ناقل المعلومات إلى المليشيات الحوثية وإيران، وكثيرًا ما تسببت خيانتها في قتل وتشريد آلاف الأبرياء حتى اكتشف التحالف خيانتها في العام 2017، لتنخرط قطر في تحالف علني مع إيران والمليشيات الحوثية لدحض أي جهود من شأنها التوصل إلى سلام.
عمدت قطر على تقديم كافة أنواع الدعم إلى مليشيات الإخوان الإرهابية ودعمت هيمنتها على الشرعية لإفساح المجال أمام المليشيات الحوثية للتمدد في الشمال ورعت التفاهمات التي جرت بين الحوثي والإخوان والتي نتج عنها تسليم جبهات الشمال للعناصر المدعومة من إيران، بل وهدفت إلى تخريب أي اتفاق من شأنه الوصول إلى حل سياسي للأزمة.
لعبت قطر دورًا حقيرًا تجاه اتفاق ستوكهولم بعد أن وجهت الشرعية الإخوانية باتجاه عدم ممارسة أي ضغوطات على المليشيات الحوثية لتنفيذها على الأرض، والأمر ذاته فعلته في اتفاق الرياض، إذ حرضَت الشرعية على عدم التوقيع عليه ودفعتها نحو محاولة تخريبه لعدم إنزال بنوده على الأرض وقدمت الدعم العسكري والمالي للمليشيات التي حاولت غزو الجنوب أكثر من مرة منذ أغسطس العام 2019، واستهدفت تحقيق هدف واحد يتمثل في إفشال جهود التحالف العربي الذي كان لديه رغبة حثيثة في تصويب سلاح الشرعية للضغط على المليشيات الحوثية.
دعمت قطر تدشين معسكرات تدريب الإرهابيين في تعز وشبوة وذلك من أجل توجيه ثقل مليشيات الإخوان من الشمال إلى الجنوب وانخرطت في تحالفات مع إيران لتنفيذ تلك المخططات على الأرض وظهر ذلك واضحًا من خلال دعم سلطة الإخوان في شبوة نحو تهريب النفط للمليشيات الحوثية وتقديم الدعم اللازم لإنشاء ميناء غير شرعي تقوم من خلاله بعمليات التهريب.
لم تتوقف قطر عن تقديم الدعم المباشر للمليشيات الحوثية في صنعاء طيلة السنوات الماضية وحتى الآن ولعبت دورًا مهمًا في سد الفجوات التي نتجت عن توقيع عقوبات أمريكية على طهران وقامت بتقديم كافة أنواع الدعم وصولًا إلى رغبتها في فتح سفارة لها لدى المليشيات الحوثية بما يسهل من مهمة التواصل مع المليشيات الإرهابية.
الحديث عن تهريب آثار الجنوب إلى قطر ليس مستغربًا تحديدًا وأن هناك الآلاف من المرتزقة الذين يعملون لصالحها في مناطق النزاع، تحديدًا وأن قوات مايسمى بالجيش الوطني أضحت في جعبة تنظيم الإخوان الإرهابي والتي تفرغت للسرقة والنهب بدلًا من مواجهة المليشيات الحوثية، غير أن الوقائع المنشورة أخيرًا تعد فرصة لتسليط الضوء على جرائم قطر في الجنوب.