خيرات السعودية المائية في اليمن.. جهود دؤوبة نحو حياة آدمية
بكثير من الإشادة والتقدير، ينظر السكان إلى حجم المساعدات الإغاثية السعودية المقدّمة لليمن الغارق بين براثن أزمة إنسانية، تُصنّفها الكثير من البيانات الأممية بأنّها واحدة من أبشع الأزمات الإنسانية على مستوى العالم.
وفيما يعتبر الشح المائي أحد صنوف الأعباء التي يعاني منها السكان من أهوال الحرب القائمة منذ صيف 2014، فإنّ السعودية تواصل إمداداتها الإغاثية في هذا الإطار.
وضمن هذا العمل الإغاثي شديد الأهمية، واصل مركز الملك سلمان للإغاثة، جهوده بمشروع الإمداد المائي في مديرية الخوخة بمحافظة الحديدة، خلال الفترة بين 4 إلى 10 فبراير الجاري.
وضخت فرق المشروع 270 ألف لتر مياه صالحة للاستخدام، و210 آلاف لتر مياه للشرب.
هذه الجهود السعودية المتواصلة تعبّر عن أنّ المملكة حملت على عاتقها التصدي للأعباء الناجمة عن الحرب، والتي يمثّل نقص المياه أحد أبشع صنوفها الغادرة والتي لا تُطاق على الإطلاق.
ما يُعظّم من أهمية الجهود السعودية في هذا الصدد أنّ قطاعات عريضة من السكان تعيش وهي بحاجة ماسة إلى المياه، علمًا بأنّ هذه الأعباء تسير في اتجاه التفاقم بالنظر إلى الإصرار الحوثي على إطالة أمد الحرب.
وسبق أن كشفت مفوضية شؤون اللاجئين، في أحد بياناتها، أنّ عشرات الآلاف من السكان يواجهون صعوبات جمة وخصوصا نقص الوقود، وأنّ النازحين يعيشون بدون حمامات كافية أو إمدادات المياه، حيث أدى نقص الوقود إلى تعطيل عملية ضخ المياه.
بيانات أممية أخرى وثّقت أنّ هناك 16 مليون شخص لا يحصلون على المياه النظيفة، في ظل معاناة قاتمة من محدودية الوصول إلى المياه، علمًا بأنّ هذه الأزمة كانت متواجدة قبل بدء الحرب لكن تضاعفت كثيرًا في الفترة الماضية.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ أكثر من ربع الحالات التي يُشتبه في إصابتها بالإسهال المائي الحاد والكوليرا والبالغة حوالي مليون حالة، هم من الأطفال ما دون الخامسة من العمر، وأكثر من 385 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد ويصارعون من أجل البقاء، علمًا بأنّ المياه الصالحة للشرب تشكّل أحد أهم أسباب سوء التغذية.
استنادًا إلى ذلك، فإنّ المرحلة المقبلة تستلزم ضرورة أن يُكثّف المجتمع الدولي من جهوده الرامية إلى تحسين الأوضاع المعيشية في اليمن، عبر تكاتف يقضي على الأعباء بل الأهوال التي صنعتها الحرب الحوثية القائمة.