الرمال المفخخة.. قطر والإرهاب والتحالفات
بعد أزمة الخليج وقطع كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين العلاقات مع قطر، وإصدارها قائمة تضم أفرادا وكيانات صنفت “إرهابية”،
تناولت الصحف العربية والغربية أهم الردود الإقليمية والدولية على تلك التطورات، التي تفاوتت بين إجراءات احترازية، وقطع العلاقات وسحب السفراء، أو تقليل التمثيل أو حجم البعثة الدبلوماسية، قامت به دول عربية وإسلامية، بالإضافة للدول الخليجية مثل دول: مصر، والأردن وجزر القمر وموريشيوس، وموريتانيا، والنيجر، وحكومة ليبيا الشرقية، والحكومة اليمنية.
فيما تمّ تسجيل مواقف دوليّة متفاوتة في ظل النشاط الدبلوماسي الكبير الذي تقوم به الدول الخليجية، وأهم المواقف التي نسبت إلى تركيا والباكستان، عوضًا عن الموقف الأميركي الذي يتأرجح بين حزم الرئيس الأميركي، والتردد المنسوب للقيود المفروضة على المؤسسات . انعدام الإجراءات الوقائية في قطر يتحدث موقع “البواية” المصري عن جذور تأسيس جبهة النصرة، ليؤكد أنها كانت مبادرة من جهة تعلم تفاصيل العمل الجهادي،
وقال بأنّ جماعات موجودة في قطر، كان لها دور كبير في التنسيق لإنشائها، وقيادة انشقاق الجولاني عن البغدادي، وربطه بـ”القاعدة”، مؤكدًا أن التمويل لم يكن مشكلة بفضل هذا التنسيق. ويضيف المصدر أنه “بوساطة إخوانية قام بها حزب الأمة الكويتي السلفي بين جبهة النصرة الموالية للقاعدة في سوريا والمنشقة عن “داعش” وبين جماعات تابعة للدوحة، خلعت النصرة بيعتها صورياً للقاعدة مقابل رفعها عن قوائم الإرهاب”.
يضيف الموقع “زعيم الجبهة أبو محمد الجولاني، قال لأتباعه إنه يرغب في إعلان إمارة، وخلع بيعة القاعدة منذ وقت طويل، لأنها بيعة قتال وليست بيعة عامة وبعدها أرسلت الدوحة مندوباً للنصرة، حيث التقى بقادتها ومنهم أبو الفرج المصري للترتيب لعقد لقاء تلفزيوني مع الجولاني، وتسويق الأخير، كمعتدل، وهذا ما حصل، حيث ذهب مذيع قناة الجزيرة القطرية أحمد منصور للقاء أمير الجبهة. المقابلة صورت في محافظة إدلب في الداخل السوري، وجلس الجولاني على نفس مقعد المحافظ السابق للمدينة، ورغم أن المكان والزمان معلوم، إلا أن الأمريكان لم يقصفوا الموقع. العراق: غير داعش… فدية أم تمويل؟ يرصد هذا القسم ما جاء في الإعلام العراقي والإقليمي والدولي، عن نشاطات دولة قطر في العراق، ودعمها للجماعات المسلحة السنّية أو الشيعية.
فقد حظي موضوع التوتر الخليجي باهتمام كبير في الشارع العراقي، كما رصد التناول ميولا إيجابية تجاه الموقف القطري، كما كتب بعض الصحفيين والمدونين العراقيين الذين يعزون هذا التحول في الموقف إلى تصريحات الشيخ تميم آل ثاني حول إيران وحزب الله. نقلت قناة “الغدير” التلفزيونية العراقية،عن المتحدث الرسمي، باسم الحشد الشعبي، أحمد الأسدي، الاثنين، تعليقا حول الأنباء التي تحدثت عن تلقي قوات الحشد هدية مالية بـ 500 مليون دولار من دولة قطر، قوله أنها “لا تستحق الرد” وأضاف الأسدي، في تصريح صحافي، نقلته وكالة “نون” الإخبارية، إنه “لا صحة لأنباء دعم أمير قطر بمبلغ مالي إلى قوات الحشد الشعبي”،
واصفاً تلك الأنباء بـ”الأكاذيب الواضحة جدا، وأنها لا تستحق الرد عليها”.
صحيفة الفايننشال تايمز نشرت في صفحتها الأولى تقريرا بعنوان “فدية بمليار دولار أججت الخلاف بين قطر ومنافسيها الخليجيين” لمراسلها سيمون كير،
قال فيه أن ما حرك السعودية ومصر ودولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين لقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر وإغلاق الحدود معها والأجواء والموانئ بوجه وسائل نقلها، كان فدية بمبلغ مليار دولار قدمتها قطر لتحرير أعضاء في عائلتها الحاكمة كانوا في رحلة لصيد الصقور واختطفوا في العراق. وينقل المراسل عن أشخاص، يقول إنهم على صلة بالصفقة التي تمت في أبريل (نيسان)، قولهم إن ما أغضب السعودية وحلفاءها هو دفع الدوحة لفدية الى جماعة إرهابية. ويشير البعض بأنّ الفدية كانت ضمن صفقة كبيرة لم تقتصر على العراق فقط، بل تمددت آثارها لانسحابات تمت بسوريا. قلق دولي وتفهم: المهم دحر الإرهاب اعتبر تقرير لمجلة “فورين أفيرز” الأمريكية، أن أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني في موقف لا يعطيه سوى خيارين من أجل التعامل مع العزلة التي فرضت عليه بسبب سياسات بلاده.
وبحسب المجلة، فإن الخيار الأول هو قبول الأمير بالمطالب والشروط الخليجية والعربية من أجل عودة العلاقات إلى سابق عهدها. ويعني ذلك تخلي قطر عن سياستها الداعمة لجماعة “الإخوان” والجماعات المتطرفة في المنطقة، والتراجع عن علاقتها المتنامية مع إيران وميليشيات “حزب الله”. قالت في ذلك المجلة إن قطر بدلاً من الامتثال لمطالب سابقة من الجيران الخليجيين، قد دعمت المتمردين الحوثيين في اليمن وتقربت من ميليشيات “حزب الله”.
هذا الخيار يشكل تحديًا داخل الأسرة الحاكمة في قطر، فقد يخاطر الأمير بخسارة علاقته بالحرس القديم وبوالده الأمير السابق حمد بن خليفة آل ثاني، ووزير الخارجية الأسبق ذي النفوذ القوي حمد بن جاسم. أما الخيار الثاني والذي لن يقل صعوبة، فهو أن يعقد الأمير تميم تحالفًا مع إيران التي تحظى بالفعل بعلاقات اقتصادية كبيرة مع الدوحة. لكن الثمن الذي سيدفعه لقاء ذلك، بحسب المجلة، سيكون مكلفًا لبلاده من حيث الخروج من مجلس التعاون الخليجي واستحالة العودة إليه مجددًا.
وستمثل الدوحة تبعًا لذلك تحديًا كبيرًا بالنسبة للولايات المتحدة التي تملك أكبر قاعدة عسكرية لها في الشرق الأوسط بمنطقة “العديد” في قطر، وتعد إيران الراعي الأول للإرهاب في العالم. خيارات قطر: تركيا عسكريًا وإيران لوجستيًا… أم الحوار؟ في الوقت الذي أصبح الحديث الإعلامي موجهًا، يمكن رسم خط إعلامي التزمته الجهات التي تولّت موقع الدفاع عن قطر وسياستها، وأهم ما يتكرر هو أنّ الاتجاه نحو إيران صار ضرورة، ليس لقطر فقط، وإنما لها وللجماعات الإسلامية التي تحالفها، كما عبّر عزام التميمي مثلا. وبالرغم من شائعات وجود اتفاقيات لوجود إيراني في الدوحة، إلا أنّ الثابت أنّ تركيا هي التي تأكد قانونيًّا احتمال إرسالها لقوات بعد اعتماد برلمانها لقرار يسمح بإرسال بضعة آلاف من الجنود إلى قطر. الدور التركي يتراوح في المسألة القطرية، فمن الحديث عنها كأنها جزء سابق من الدولة العثمانية، كما صرّح داود أوغلو، ثم الإشارة إلى أنّ قطر هي الدولة الخليجية الوحيدة التي وقفت مع تركيا في اليوم الأسود –المقصود حركة ١٥ يوليو-، وغيره من مستويات الحشد الذي يحاول بالإضافة إلى التضامن مع الرؤية القطرية توليد موقف عدائي ضد بقية دول الخليج.