المليشيات تحاصر وزيرها.. ما الذي يخيف الحوثيين؟
تعيش المليشيات الحوثية الإرهابية حالة رعب حقيقية، تجلّت في واقعة اقتحام منازل وزيرها فارس مناع في محافظة صنعاء، على نحوٍ يشير على ما يبدو إلى أنّ المليشيات تتخوفّ من شيء ما على الأرض.
الحديث عن إقدام مليشيا الحوثي الإرهابية على محاصرة منازل تاجر السلاح الشهير والوزير في حكومة المليشيات غير المُعترف بها، فارس مناع في صنعاء خلال هذا الأسبوع.
"المشهد العربي" علم من مصادر مطلعة أنّ مليشيا الحوثي اقتحمت منازل فارس مناع في جولة مذبح ومنطقة حدة والحصبة، دون معرفة مصيره حتى الآن.
وأضافت المصادر أنّ مليشيا الحوثي الإرهابية تُلاحق مناع، بتهم الخيانة والتواصل مع مخابرات خارجية، مشيرةً إلى عدم وجود معلومات عن اعتقال مناع المُختفي عن الأنظار.
مناع الذي ينحدر من محافظة صعدة، كانت قد صدرت ضده عقوبات من الأمم المتحدة لخرق توريد الأسلحة إلى الصومال.
من المفهوم أن تُحبس تفاصيل هذه الواقعة اللافتة وراء جدران المجهول، وأن تحاول المليشيات الحوثية فرض إطار من السرية تحول دون معرفة الدوافع الكاملة وراء إقدام المليشيات على هذه الخطوة.
لكن من خلال نظرة عامة لما يرتكبه الحوثيون، فإنّ الأمر قد يشمل محاولة مفضوحة من قِبل المليشيات للتغطية على أمر ما تخشى من أن يُفتضَح أمره على الملأ.
ما يبرهن على ذلك أنّ هناك الكثير من العناصر التي تولت مناصب رفيعة في المعسكر الحوثي، لكن سرعان ما تحوّلوا إلى صناديق سوداء تملك خزائن من الأسرار بشأن الجرائم التي ترتكبها المليشيات.
أحد هؤلاء مثلًا هو المدعو ناصر باقزقوز الذي استقال من منصب وزير السياحة في حكومة الحوثيين، وشنّ انتقادات لاذعة ضد زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي، واتهمه بتحويل المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين إلى "إقطاعية خاصة يتم العبث بها".
وقال باقزقوز مخاطبًا زعيم المليشيات: "يا عبدالملك.. أنتم أول من رفع شعار لا للتوريث وكان موجهًا ضد علي عبدالله صالح، واليوم أصحابك يورثون الوظيفة العامة.. ستحصدون الريح إذا لم تستطيعوا تتبع منابع الفساد ومعاقبة أصحابه حتى لو كانوا ممن يحيطون أنفسهم بقدسية ويمنون على الناس ليل نهار بأنهم يقدمون التضحيات".
استنتاجًا لذلك، فمن الوارد أنّ المليشيات تتخوّف من أن يخرج أحد الوزراء عن معسكرها وبالتالي يتحوّل إلى مادة خصبة تفضح ما ترتكبه المليشيات من جرائم شديدة البشاعة أزّمت الأوضاع الإنسانية.