التصعيد الحوثي في مأرب.. بارود ينذر بحرق المزيد من البطون

يبدو أنّ الوضع الإنساني في اليمن يتجه إلى منحى أكثر مأساوية بالنظر إلى الإصرار الحوثي على التمادي في ارتكاب أبشع صنوف الجرائم والاعتداءات بما يطيل أمد الحرب من جانب ويضاعف الأعباء على السكان من جانب آخر.

تفاقم الأزمة الإنسانية أمرٌ حذّرت منه الولايات المتحدة على لسان وزير خارجيتها أنتوني بلينكن الذي قال إنّ عدوان المليشيات الحوثية الإرهابية على مأرب يفاقم الأزمة الإنسانية.

وطالب الوزير الأمريكي المليشيات الحوثية الإرهابية باغتنام فرصة السلام ووقف التصعيد، معلنًا كذلك انضمام واشنطن إلى أوروبا في إدانة محاولات مليشيا الحوثي المدعومة من إيران في استهداف السعودية.

التصريحات الأمريكية تدق ناقوس الخطر بشأن تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن على صعيد واسع، لا سيّما أنّ المليشيات الحوثية ارتكبت الكثير من الجرائم والاعتداءات التي تفاقم من هذه الأعباء.

التصعيد الحوثي المتفاقم في محافظة مأرب يمكن القول إنّه ناجم بشكل مباشر عما مارسته المليشيات الإخوانية من تآمر وخذلان عبر تسليم هذه الجبهة للحوثيين، استكمالًا لما تمارسه المليشيات التابعة لنظام الشرعية من خذلان في هذا الجانب.

ولا يبدو أنّ هناك قدرةً على تحمّل المزيد من تردي الأوضاع الإنسانية وذلك بالنظر إلى حجم الأزمة المروّعة التي خلّفتها الحرب على مدار الفترات الماضية، وهي أزمة مُصنّفة بأنّها أحد أبشع الأزمات على مستوى العالم.

وتقول بيانات وإحصاءات أممية إنّ 80% من السكان عليهم مديونيات ويكافحون لدفع ثمن الغذاء والماء والمواصلات والخدمات الصحية الضرورية.

بالإضافة إلى ذلك، يواجه ما يتراوح بين 1,8 و2,8 مليون طفل خطر الوقوع في براثن انعدام الأمن الغذائي الحاد مع إمكانية تعرض عدد أكبر بكثير من ذلك لسوء التغذية الحاد الوخيم المهدد للحياة.

في السياق أيضًا، كشف برنامج الغذاء العالمي قبل أيام، عن حاجته لملياري دولار أمريكي لمنع المجاعة في اليمن، مشيرًا إلى توفر ثلث المبلغ فقط.

وقال البرنامج الأممي، في بيان له، إن ضعف التمويل للمساعدات الإنسانية في اليمن من أكبر العقبات التي تواجههنا.

بالنظر إلى هذا الموضع المروع، فإن المجتمع الدولي مطالب بالعمل على ممارسة أكبر قدر من الضغوط على المليشيات بما يلزمها على وقف ما تمارسه من تصعيد عسكري متواصل، وهو أمرٌ يؤدي بشكل مباشر إلى تفاقم الأعباء على السكان.