أميركا تحاكم 4 تبرعوا للعولقي
رغم أن طائرة «درون» أميركية قتلت، قبل 7 أعوام، أنور العولقي، الأميركي اليمنى الذي ترك الولايات المتحدة وانتقل إلى اليمن ليقود تنظيم «القاعدة» في الجزيرة العربية، تستمر في الولايات المتحدة محاكمة الذين ساعدوه، وبخاصة بإرسال تبرعات له بعد أن انتقل إلى اليمن.
وحدد جفري هيلميك، القاضي الفيدرالي الذي يحاكم «الخلية الإرهابية» في هيوستن (ولاية تكساس) يوم 23 من الشهر الحالي لمحاكمة اثنين أخوين يحملان الجنسية الأميركية. وكان القاضي حاكم أخوين اثنين آخرين يحملان الجنسية الهندية.
ونشرت صحيفة «هيوستن كرونيكل» أمس، أن الأخوين الأميركيين اعترفا بإرسال تبرعات إلى العولقي في اليمن. وكان الأخوان الآخران اللذان حوكما، اعترفا أيضاً. وكان واحد من الأخيرين يعيش في الإمارات العربية المتحدة، وينسق التبرعات، حتى اعتقل، وأرسل إلى الولايات المتحدة.
وحكم القاضي على الأخ الأول، إبراهيم محمد (38 عاماً) في الأسبوع الماضي،، وهو مهندس، وكان يعيش مع زوجته وأطفالهما في ولاية تكساس، بالسجن 60 شهراً، ثم الإبعاد إلى وطنه الهند؛ لأنه كان يعيش في الولايات المتحدة بتأشيرة إقامة دائمة. ولم يكن حصل على الجنسية الأميركية. وأمرت المحكمة باعتماد 30 شهراً قضاها إبراهيم محمد في السجن، لتبقى له 30 شهراً أخرى.
وقال له القاضي جيفري هيلميك: «ستتم إزالتك، في نهاية المطاف، من بلدنا. وأود أن أبلغك بأننا لا نرحب بك لتعود».
حسب صحيفة «هيوستن كرونيكل»، كان إبراهيم محمد اعترف بما فعل. واعترف، أيضاً، أخوه فاروق محمد (38 عاما) وأيضاً، اعترف الأخوان سلطان سالم (43 عاماً)، وآصف سالم (37 عاماً).
واعترف فاروق محمد، الذي يعتبر الرأس المدبر من موقعه في الإمارات، بأنه مذنب بتهمة «التآمر لتوفير، وإخفاء، الدعم المادي، أو الموارد للإرهابيين». وأيضاً، التخطيط لارتكاب جريمة عنف في قضية منفصلة حاول فيها استئجار قاتل محترف لقتل القاضي جاك زوهري، الذي كان يترأس محاكمة المجموعة.
وفي وقت لاحق، حكم القاضي الثاني، هيلميك، على فاروق محمد بالسجن لمدة 27 سنة، ثم الترحيل إلى الهند بمجرد انتهاء فترة سجنه. وكان نقل من الإمارات إلى الولايات المتحدة. وحسب وثائق الاتهام التي قدمها مايكل فريمان، رتّب فاروق محمد وآخرون جمع أموال، في عام 2009 في الإمارات، لتسليمها إلى أنور العولقي في اليمن.
وجمع فاروق بعض الأموال عن طريق تزوير بطاقات الائتمان، وسعى للحصول على أموال من آخرين يعرفهم، وقام بتجنيد أخيه في الولايات المتحدة، إبراهيم محمد، للمساعدة. وحسب الخطة، كان إبراهيم يدفع مصروفات، بما في ذلك رسوم دراسية وشراء سيارة، لأحد الأقارب الذي كان يدرس في جامعة توليدو (ولاية أوهايو). ثم يسدد والد القريب تلك النفقات إلى فاروق في الإمارات.
وقام اثنان من مساعدي فاروق بتسليم 7000 دولار إلى شريك في العولقي في اليمن في عام 2009، ثم في وقت لاحق في العام نفسه، سلم فاروق مبلغ 22.000 دولار إلى شريك في العولقي في اليمن.
حسب وثائق محاكمة الأخوين، آصف سالم وسلطان سالم، كتب آصف سالم 3 شيكات إلى إبراهيم محمد، مجموعها 15.000 دولار.
وكتب سلطان سالم شيكاً واحداً لإبراهيم قيمته 2000 دولار. ثم قام إبراهيم بإيداع الشيكات في حساب بنكي لأخيه، فاروق محمد، في توليدو (ولاية أوهايو). هكذا، احتفظ فاروق، وهو في الإمارات، بحساب في الولايات المتحدة لتسهيل تحويلات التبرعات.
حسب وثائق الاتهام، عندما حققت شرطة مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) مع إبراهيم محمد في عام 2011، كذب إبراهيم بشأن المعاملات والتحويلات المالية. ثم حذف رسائل البريد الإلكتروني التي احتوت على كلمات مثل «العولقي»، و«الجهاد»، و«طالبان»، و«اليمن» من حسابه في البريد الإلكتروني.
وحسب صحيفة «هيوستن كرونيكل»، بسبب اعترافات الأخوين آصف سالم وسلطان سالم، وهما مواطنان أميركيان، خفض الاتهام التهم التي وجهها إليهما. ومن التهم التي ألغاها الاتهام: تقديم دعم مادي لإرهابيين، والتخطيط لتقديم دعم مادي لإرهابيين.
وتوقعت الصحيفة أن يحاكم كل واحد من هذين الأخوين بالسجن 10 أعوام تقريباً. ويتوقع ترحيل إبراهيم محمد إلى الهند بعد نهاية فترة 30 شهراً باقية له في السجن، وترحيل أخيه فاروق محمد بعد نهاية فترة 27 عاماً في السجن. وقالت الصحيفة، إن فاروق محمد لعب الدور الرئيسي في العملية، مستفيداً من وجوده في الإمارات.