بيوت أبين الطينية.. إرث وهوية تاريخية

الجمعة 26 مارس 2021 13:14:00
بيوت أبين الطينية.. إرث وهوية تاريخية

أبين – المشهد العربي:

تشكلُ البيوت الطينية واحدةً من أهم الكنوز التراثية التي تركت بصماتها على مدن أبين، حيث تعد شاهدة على حقبة سياسية تأسست من أجلها.

وعلى الرغم من مضي سنوات طويلة على بنائها، إلا أن غالبية البيوت الطينية المنتشرة في مدن أبين لا تزال صامدةً في وجه عوامل الطبيعة والزمن، تصد زحف التكل الإسمنتية.

وتبدو هذه البنايات المنتشرة في مدن أبين سواء تلك التي يقطنها أصحابها، أو تلك المهجورة وتشكو الإهمال وتغافل الجهات المعنية عن حمايتها ورعايتها، كإرث تاريخي للمحافظة.

ويقول الشيخ حسين محمد حيدرة الفضلي أحد وجهاء منطقة عمودية إن هناك المئات من المنازل بهذا النمط، تجاوزت عدة سنوات على تشييدها في محافظة أبين.

ويضيف أن هذا النوع من البناء يعتبر رمز للسكان المحليين، مشيرا إلى وجود ثلاثة حصون بين عمودية و باشحارة بمديرية زنجبار، يتوارثها أهالي أبين، قبل 150 سنة، موضحا أنها عاصرت الحملة البريطانية على المحافظة في العام 1865.

ويطالب الجهات المعنية بالتدخل لترميم حصن الملبس، لحماية السكان من خطر انهياره وسقوطه، مضيفا أنه على الرغم من تراجع عدد البيوت القديمة، غير أن أسر كثيرة تحتفظ بها.

ويدعو إلى تصنيف هذه البنايات ضمن التراث العالمي وتوثيقها باعتبارها تشكل تواصلًا مع الماضي، وتحفظ التراث الشعبي المحلي.

من جهته، يقول المواطن معمر إبراهيم شيخ إن البيوت في مناطق أبين كانت تصنع من القش والخشب، وكانت البيئة القديمة تساعد على التحول إلى البناء الطيني لما تشهده مناطق الساحل في أبين، من استقرار زراعي في تلك الفترة.

ويرى أن منطقة العصلة الجديدة التي كانت في السابق على ضفاف وادي حسان شاهدة على الاهتمام بالبناء الطيني في أبين، مشددا على أنه بالرغم من زحف الإسمنت إلا أن هناك منازل ما زالت قائمة تدل على الاهتمام بالبناء الطيني.

بدوره، يشير المواطن محمد عبدالله النمي إلى أن مدينتي زنجبار وجعار عرفتا البيوت الطينية منذ نشأتهما، مضيفا أنها تتكون غالبا من طابقين.

ويشير إلى أن المنازل الطينية هي أول ما شيدت وبنيت في الماضي في عمودية والعصلة وباجدار والكود وجعار الجول والمخزن وسواحل والدرجاج، ومنها من له علاقة بالجانب العسكري كالحصون، فاكتسبت عوامل جمالية وأصبحت إرثًا.

ويدعو إلى الاهتمام بالبنايات القديمة التي تنهار لغياب الاهتمام من الجهات المعنية، وتجاهل ساكينيها.

ويحذر المواطن أحمد الحاج علي أحمد من تداعيات الإهمال على مستقبل المنازل الطينية، في ظل تجاهل الجهات المعنية، وعدم حمايتها من مواسم الأمطار، مطالبا بترميمها ومساعدة أصحابها للحفاظ على نمط البناء في أبين.

ويلفت إلى أن التفريط في خصوصيات البناء المحلي، وعدم الحفاظ على النسق العمراني في المنطقة، أدى إلى فقدان الهوية الحضرية.