صوماليون يتحدثون عن جذور علاقتهم التاريخية بالإمارات
سلطت كثير من وسائل الإعلام العالمية والعربية الضوء على العلاقة الإماراتية الصومالية، بعد إلغاء دولة الإمارات العملية الأمنية والمساعدات التي كانت تمنحها للصومال وشعبه، ليس داخل بلدهم فحسب؛ بل على الأراضي الإماراتية أيضاً؛ حيث ثمَّنت الجالية الصومالية في الإمارات الرعاية التي تقدمها المؤسسات الإماراتية بأشكالها كافة للصوماليين، سواء المقيمين بالإمارات أو بداخل الصومال منذ عشرات السنين.
وحول جذور هذه العلاقة، قال سعيد محمد عيسى، أمين سر "نادي الجالية الصومالية" في رأس الخيمة، الذي أنشئ العام 1994، بمكرمة من الشيخ صقر القاسمي، حاكم إمارة رأس الخيمة: "إنّ العلاقات بين الدولتين تاريخية"، مذكراً بأنّ "رئيس الإمارات الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وجَّه عام 1972 بتنفيذ مشاريع ضخمة بالصومال ما تزال تثمر الخير للآن"، بحسب ما نقلته عنه صحيفة "البيان" الإماراتية .
ومن تلك المشاريع، طريق الشيخ زايد من "بربرة" إلى "برعو" الذي يمتد لأكثر من 160 كم بوسط الجبال، ومصنع إنتاج السكر بمقديشو، والمشروع الزراعي حول نهري شبيلي وجوبا، وذلك بجانب جهود هيئة الهلال الأحمر الإماراتية في تقديم الرعاية الصحية والتعليمية والإنشائية والدينية.
وعن الدعم المقدم للجالية الصومالية بالإمارات، أشار إلى الدعم المقدم من الحكومة لأندية الجالية، والتكفل بمصاريف الدراسة وتقديم المنح الجامعية، داعياً إلى تقديم مزيد من تلك المنح، نظراً لحاجة الصومال إلى الأطباء والمهندسين.
ويحكي علي عمر محمد، المصور الشخصي للشيخ صقر بن محمد القاسمي، عن تجربته الشخصية، قائلاً إنّ الإمارات "وفرت لي ولأسرتي كل أشكال الدعم منذ قدومنا عام 1979".
ورجع علي عمر إلى زمان بعيد في العلاقات بين البلدين قائلاً: "إنه تم العثور في منطقة جلفار برأس الخيمة عام 1977 على عملة أثرية لمقديشو تعود إلى تلك الحقبة، كما أرسل زعماء مدينة بربرة عام 1837 رسالة إلى الشيخ سلطان صقر القاسمي، تؤكد عمق العلاقات بين الدولتين، كما لم تنقطع زيارات حكام الإمارات عن الصومال".
ويشير حيان إسماعيل بري، الذي يعمل في الدفاع المدني بمدينة العين، إنّ الرعاية التي حظي بها منذ قدومه للإمارات 1974 وفرت له ولأبنائه العشرة حياة كريمة.
وبالمثل قال محمود عبدة عثمان، الذي يعيش في الإمارات منذ 1991، إنه وأبناؤه الخمسة ينعمون كغيرهم من أبناء الجاليات المقيمة على أرض الإمارات بالحياة الكريمة.
أحمد عثمان علي، صاحب أول مطعم صومالي لتقديم الوجبات الجاهزة في إمارة رأس الخيمة في 1978 قبل أن يلتحق بالعمل في معسكرات القوات المسلحة، رأى أنّ الإمارات "تمنح الجميع صفة الإنسان قبل منحه الإقامة؛ حيث وفرت القيادة كل أشكال الدعم لأبناء الجالية الصومالية خصوصاً في مجال التعليم والمنح الدراسية والوظائف".
وارتبطت دولة الإمارات والصومال بعلاقات تعاون تاريخية قامت على أساس الاحترام المتبادل، وقد نفّذت قوة الواجب الإماراتية عدة دورات تدريبية تخرج منها الآلاف من الصوماليين تم تدريبهم لبناء الجيش والأجهزة الأمنية الصومالية، كما تقوم دولة الإمارات بدفع رواتب 2407 جنود صوماليين، وأسست 3 مراكز تدريب ومستشفى ووفرت طواقم طبية إماراتية لعلاج الصوماليين.