تلاميذ المدارس ضحايا التجنيد الإجباري بقرار حوثي

الاثنين 23 إبريل 2018 08:49:46
تلاميذ المدارس ضحايا التجنيد الإجباري بقرار حوثي
متابعات

للموت عنوان واحد في اليمن، هو ميليشيا الحوثي الإيرانية، فلا آفة يمكن أن تجاريها في إزهاق الحياة، ولعل التجنيد الإجباري، هو آخر ما توصلت إليه ميليشيا الموت في حربها على اليمنيين، إذ يواصل قادتها التنقل بين مدارس المناطق الواقعة تحت سيطرتهم، بحثاً عن مقاتلين جدد لتغذية محارقهم العبثية.
وأشارت الكثير من تقارير المنظمات الحقوقية الدولية والمحلية، إلى تورط ميليشيا الحوثي الإيرانية في تجنيد آلاف الأطفال دون سن الثامنة عشر، وإلحاقهم بجبهات الحرب، حيث لاقى الكثير منهم حتفه، ووقع بعضهم في الأسر.

ترهيب وترغيب:
اخترقت ميليشيا الحوثي، مدارس اليمن، منذ انقلابها على الشرعية، وبدأت بتغيير جذري في المناهج الدراسية، واستبدلت الكثير منها بمناهج طائفية، تحض على العنف والكراهية ضد كل ما يخالف فكرها الإرهابي، هذا بالإضافة لاستبدال معظم المدرسين الوطنيين بمدرسين تابعين لها، وهو الأمر الذي جعل من المدارس الواقعة تحت سيطرتها، بيئة خصبة لنشر أفكارها الملوثة.
وتسميم عقول الصغار، وزراعة الفكر المتطرف فيهم، ليسهل عليها بعد ذلك انتزاعهم من بين أحضان أسرهم ومدارسهم، وتحويلهم إلى بيادق تلعب بها كيف شاءت، دون أدنى شعور بالمسؤولية تجاه جريمة إزهاق أرواح البراءة التي تمارسها. وفي حال استعصى عليها جلب طفل لمعركتها الخاسرة، واصطدمت برفض أسرته، تبدأ في ممارسة لعبة الترهيب الشيطانية، بابتزاز أسرة الطفل، وفرض غرامات مالية باهظة عليهم، في ظل ظروف معيشية صعبة وخانقة.

اقتحام بالقوة:
الهزائم والضربات الموجعة التي تلقتها الميليشيا في الساحل الغربي، على يد قوات الشرعية المسنودة بالقوات المسلحة الإماراتية، أصابت قادة الجماعة الإرهابية بالهستيريا، ما دفعهم لاقتحام الكثير من المدارس في محافظة الحديدة، بحثاً عن مقاتلين.
المواطن زايد منصر من مديرية بيت الفقيه بالحديدة، يروي للبيان مطاردة الحوثيين لأطفاله، واقتحام مدرستهم لمرات عديدة، لإجبارهم على القتال في صفوفهم، وأشار إلى أن الميليشيا وضعته بين خيارين، أحلاهما مر، وهو تقديم أبنائه للتجنيد، أو دفع مبالغ مالية فوق طاقته، وحين أدرك الخطر الوشيك على حياة أطفاله، فر بهم إلى المناطق المحررة، تاركاً خلفه بيته وقريته ومزرعته.
ويضيف منصر: لقد افتديت أولادي ببيتي، الذي فجّره الحوثيون بعد مغادرتي له سراً، وبمزرعتي وأرضي التي احتلوها ونهبوا كل ما فيها، لسبب وحيد، هو أنني رفضت تجنيد أطفالي وتقديمهم قرابين لإبقاء المجرم عبد الملك الحوثي آمناً.

إرعاب الطلاب:
يحكي الطالب يعقوب منصر 14 عاماً، كيف تحولت مدرسته إلى جحيم لا يطاق، وحصص من الرعب اليومي، بسبب الاقتحامات المتواصلة لمسلحي الحوثي، وملاحقتهم للطلاب والمدرسين الرافضين لتدريس فكرهم الطائفي، مضيفاً: كنا ندرس ونحن خائفين، ومن وقت لآخر، نراقب الطرقات المؤدية إلى مدرستنا، وما إن نشاهد سيارات عليها مسلحين قادمين باتجاهنا، حتى نهرب ونختبئ.