إيران تحتل قطر
نورا المطيري
- وجوه "الإخوان" الإرهابية
- الإخوان أخطر من القاعدة وداعش
- سماسرة الحروب ..!
- الإعلام والجنوب العربي
لا يختلف اثنان، لديهما سعة اطلاع، وتتوفر لديهما معلومات وبيانات مؤكدة عن حجم الوجود الإيراني السياسي والعسكري في قطر، في أن إيران تحتل قطر من الناحية السياسية، لكن، ماذا لو فكرت إيران، في أية لحظة، أن تحتل قطر بالمفهوم العسكري؟
قد يبدو هذا الإحتمال، في غير محله، من وجهة نظر البعيدين عن السياسة. حيث يرى «تنظيم الحمدين» أن علاقته الوطيدة مع إيران، «طبيعية». ومع أنها تشبه العبودية إلى حد كبير، إلا إن إيران، بالنسبة لـ«الحمدين»، حليف استراتيجي، وإنها لن تفكر، في الإحتلال العسكري الفعلي، وأنه لا يمكن للحليف أن ينقلب على حليفه، فهل يؤيد التاريخ ذلك؟
بالطبع لا، التاريخ يقول عكس ذلك، وتاريخ الدولة الصفوية كلها يقول بوضوح شديد إنها دولة احتلال، وإنها تسعى لتحقيق امبراطوريتها الخاصة، فاحتلت الأحواز العربية في العام 1925، واحتلت أفغانستان والعراق بمساعدة الأميركان، واحتلت سوريا بمساعدة الروس، واحتلت لبنان بمساعدة مرتزقتها حزب الله، ثم اليمن بمساعدة الحوثيين، وحاولت احتلال البحرين بمساعدة جمعية الوفاق وزبانيتها، لكنها فشلت، وستكتمل الدائرة لديها باحتلال قطر، بمساعدة تركيا و«تنظيم الحمدين»!
المتداول والمتفق عليه، أن الدولة الصفوية تتسم بالغدر، ففي 29 نوفمبر 1971 استغلت إيران انشغال الشيخ زايد، طيب الله ثراه، بالتحضيرات النهائية لإعلان الإتحاد فقامت بخطوة عدوانية سافرة واحتلت جزر ابوموسى وطنب الكبرى والصغرى، ولم يثنها إصرار الإمارات في الحل السلمي عبر الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، بل استمرأت وما زالت تستمرىء هذا الاحتلال حتى يومنا هذا.
فكرة خامئني باحتلال الدول العربية تعبث بعقل الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني «علي الشمخاني»، وهذا الأخير، وحسب بعض الدراسات العسكرية هو صاحب فكرة «داعش»، وأنه حين كان وزيراً للدفاع الإيراني، التقى «حمد بن جاسم» في الدوحة في سبتمبر 2004، واتفق الخبيثان أن يعمل «بن جاسم» في خدمته لتقريب وجهات النظر مع الأميركان والإسرائيليين، وأن يكون عزمي بشارة صلة الوصل بينهما في القنوات الخلفية، ويومها بدأت تظهر معظم الجماعات الإرهابية في العراق وسوريا والبحرين واليمن. تلك الجماعات التي ما زالت تهدد أمن الأبرياء والمدنيين في كل مكان.
الفاتورة الأخيرة التي سددت لـ«تنظيم الحمدين»، لقاء سنوات من الخدمات المقدمة منهما لإيران كانت من طهران، فبعد أقل من ثلاثة أسابيع على مقاطعة دول مكافحة الإرهاب لقطر في يونيو 2017 برز الشمخاني يعلن رفضه لهذه المقاطعة وقال: «هناك محاولات لخلق مشاكل مزيفة مثل حصار قطر».
حالياً، فإن «تنظيم الحمدين»، وخلفهما حكومة الدوحة، تعمل على وقع الأوامر اليومية الصادرة من مكتب الشمخاني، خاصة فيما يتعلق بالعلاقة مع روسيا وتركيا، وبعد أن حصلت الدوحة على اتفاق يقضي بأنها «محمية إيرانية» إذا تعرض تنظيم الحمدين لأي هجوم مباغت، لكن على أرض الواقع، ومنذ إعلان قناة سلوى، فإن خامئني والشمخاني تفحصا خريطة الخليج مرة أخرى، ولا أستبعد أبداً أن فكرة احتلال قطر عسكرياً صارت في مرمى قريب من أهداف إيران الإستراتيجية!
ليست قاعدة العديد الأميركية، أو العلاقات القطرية الأميركية، هي ما يمنع إيران من ضم قطر لحظيرتها، بل السعودية والإمارات، هما العائق الأكبر في وجه مطامع إيران الحقيقية في الغاز القطري والإقتراب أكثر من المحيط العربي، فإيران تعلم علم اليقين، أن المساس بأمن قطر، يعني المساس بالمواطن القطري الشقيق، وهو ما سيجعل السعودية والإمارات تقفان للدفاع عنه وحمايته بكل ما لديهما من قوة، ولن تثنيهما خيانة حكومة الدوحة التاريخية للأسرة الخليجية.
البيان الإماراتية