حضرموت تستغيث من إرهاب الأحمر وإخوانه
رأي المشهد العربي
تصاعد ملحوظ في جرائم الاغتيالات باتت تشهده مناطق وادي حضرموت، بما يفرض الكثير من التحديات على مواجهة المؤامرة الإخوانية المتفاقمة.
الجانب الأهم فيما يخص تفاقم جرائم الاغتيال في وادي حضرموت هي أنّها تقع بالقرب من معسكرات المنطقة العسكرية الأولى، التي تتبع الإرهابي المدعو علي محسن الأحمر، والتي تعج بالكثير من العناصر الإرهابية.
جرائم الاغتيال تتنوع بين استهداف المواطنين المدنيين، ورجال النخبة الحضرمية في محاولة -على ما يبدو- لمعاقبتهم على جهودهم الدؤوبة والمخلصة في تحرير مناطق الساحل من الإرهاب الغاشم، في الملحمة التي سُطِّرت هناك قبل سنوات بدعم وإسناد مباشر من قِبل القوات المسلحة الإماراتية.
الإرهاب الإخواني قام خلال الفترات الماضية، على محاولة إحداث اختلالات أمنية كبيرة في وادي حضرموت، في محاولة لبسط نفوذهم على الأرض، وبالتالي تسهيل الانقضاض على الثروات النفطية هناك.
ولعل ما يبرهن على هذه المؤامرة الخبيثة هو الاعتراف الذي كان قد صدر على لسان الإخواني الإرهابي حميد الأحمر الذي أقر بأنّ تنظيم الإخوان يحاول العمل على تقسيم حضرموت إلى ساحل ووادي، بغية إحكام قبضتهم على الأرض، ومن ثم ضرب تحركات الجنوبيين الساعين إلى استعادة دولتهم.
ومن أجل إنجاح هذه المساعي الشيطانية، عمل نظام الشرعية على العبث بأمن وادي حضرموت من خلال إفساح المجال أمام عودة العناصر الإرهابية للتمّدد على الأرض، وفي الوقت نفسه العمل على استهداف رجال النخبة الحضرمية بغية إفشال جهودهم في تحقيق الأمن والاستقرار.
ما يبرهن على ذلك هو ارتكاب نحو 300 عملية اغتيال لكوادر حضرمية في وادي حضرموت بالقرب من ألوية "الدموي" علي محسن الأحمر، وفق تقديرات أعدتها مصادر سياسية.
كل هذا الذي يجري على الأرض يستلزم ضرورة الانتباه جيدًا لما يُحاك من مؤامرة لا يجب النظر إليها باعتبارها تستهدف حضرموت وحدها، بقدر ما يتعلق الأمر بالجنوب بشكل كامل، شعبًا وقضية.