الإمارات تُكمل طريق التحرير بإغاثة محافظات الجنوب
يُخطئ من يقول أن دولة الإمارات العربية المتحدة لعبت أدوارا فاعلة فقط من خلال تحرير الجنوب من المليشيات الحوثية الإرهابية، إذ أن جهودها التي بدأتها منذ 6 سنوات مازالت مستمرة على الأرض حتى الآن، غير أنه يمكن القول أنها انتقلت من الجهود العسكرية المباشرة إلى الأدوار الإنسانية الفاعلة التي تحصن الجنوب من حروب الخدمات التي تشنها الشرعية الإخوانية.
ليس هناك فارق بين تضحية القوات المسلحة الإماراتية بأرواح أبنائها لنصرة القضية الجنوبية قبل ست سنوات وبين تضحيات القوافل الإنسانية التي تطوف المحافظات الجنوبية وتلعب دورا مهما في الاستجابة لاحتياجات المواطنين وتلبية متطلباتهم اليومية، ومثلما أنقذت دولة الإمارات أرواح آلاف الأبرياء حينما شاركت بفاعلية في تحرير الجنوب، فإنها أيضا تنقذ أرواح مئات الآلاف من المواطنين الذين قد يجدون أنفسهم أنهم ماتوا جوعا نتيجة تردي الخدمات العامة بوجه عام.
استطاعت دولة الإمارات أن تصد محاولات مليشيات الإخوان نحو العبث مرة أخرى في جزيرة أرخبيل سقطرى، ولم تكتف فقط بجهود القوافل الإنسانية التي لا تتوقف لكنها انخرطت بشكل مباشر في عملية التنمية سواء كان ذلك من خلال المشروعات القومية التي تشرف عليها مثل تطوير مطار سقطرى، أو من خلال التعامل مع الأوضاع الخدمية التي تسعى مليشيات الإخوان لأن تكون مدخلا لهيمنتها مجددا على الأرخبيل، تحديدا ما يتعلق بأزمات الوقود والكهرباء والمياه.
وعلى المستوى السياسي تلعب دولة الإمارات أدوارا مهمة في الضغط على المجتمع الدولي نحو مجابهة الإرهاب الحوثي والضغط على العناصر المدعومة من إيران للانخراط في عملية السلام، وساهمت بشكل فاعل إلى جانب المملكة العربية السعودية في الوصول إلى اتفاق الرياض وتنفيذ الجزء الأكبر من بنوده.
أدانت دولة الإمارات، اليوم الأحد، محاولات مليشيات الحوثي الإرهابية استهداف المدنيين والأعيان المدنية بطريقة ممنهجة ومتعمدة في خميس مشيط بالمملكة العربية السعودية.
وأكدت دولة الإمارات في بيان صادر عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي، أن استمرار هذه الهجمات الإرهابية لمليشيا الحوثي يعكس تحديها السافر للمجتمع الدولي، واستخفافها بجميع القوانين والأعراف الدولية.
وحثت المجتمع الدولي على أن يتخذ موقفَا فوريَا وحاسمَا لوقف هذه الأعمال المتكررة التي تستهدف المنشآت الحيوية والمدنية وأمن المملكة، وإمدادات الطاقة واستقرار الاقتصاد العالميين، وشددت على أن استمرار هذه الهجمات في الآونة الأخيرة يعد تصعيدًا خطيرًا، ودليلًا جديدًا على سعي هذه المليشيات إلى تقويض الأمن والاستقرار في المنطقة.
وعلى المستوى الإنساني، واصلت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، بتوجيهات من قيادة دولة الإمارات، مبادراتها الإغاثية في محافظتي حضرموت، وشبوة، وسلمت أربعة آلاف و530 فردًا من الأسر المستفيدة، إجمالي 906 سلال غذائية، زنة 38 طنًا و734 كيلوجرامًا.
استهدفت الفرق الميدانية الأسر الأكثر احتياجًا في حي البقرين ومربع طيبة وحي بن رطاس في منطقة الديس بمديرية المكلا بمحافظة حضرموت، وتعمل الأذرع الإنسانية الإماراتية على رعاية الفئات الأكثر ضعفًا، لتخفيف المعاناة وتطبيع الحياة، لتحسين الأوضاع المعيشية.
وزعت الهلال الإماراتي خلال شهر رمضان الفضيل، 700 سلة غذائية من المير الرمضاني، على الأسر المتعففة في محافظة حضرموت، اشتملت على 29 طنًا و960 كيلوجرامًا، وبالتزامن مع ذلك، وجه الهلال الأحمر الإماراتي، قافلة إغاثية إلى محافظة شبوة، محملة بـ 185 سلة غذائية تزن سبعة أطنان و918 كيلوجرامًا.
وواصلت فرق هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، توزيع وجبات الإفطار، على المواطنين والمرضى وذويهم في مستشفيات مديريتي المكلا وغيل باوزير بمحافظة حضرموت، وتلقى المستفيدون من المبادرة – التي تأتي بمنحة من الشيخة شمسة بنت حمدان، خلال النصف الأول من شهر رمضان الفضيل، خمسة آلاف و600 وجبة إفطار.
وعبر المواطنون المستفيدون من هذه الحملة عن شكرهم للهيئة ومكرمة سمو الشيخة شمسة بنت حمدان على هذه اللفتة الإنسانية الكريمة في شهر رمضان المبارك، وقالوا إن هذه الوجبات وفرت عنهم مشقة البحث عن الطعام، في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي تمر بها البلاد.
واستفاد من حملة الهلال الأحمر الإماراتي، خلال الشهر المبارك أكثر من 12 ألف صائم، مع استمرار فعاليات الحملة في أنحاء محافظة حضرموت.