الانتقالي يصد سهام الشرعية نحو اتفاق الرياض
أثبت المجلس الانتقالي الجنوبي قدرته على صد السهام التي توجهها الشرعية الإخوانية باتجاه اتفاق الرياض ساعية نحو تفتيته وبعثرة أوراقه من جديد، إذ شكلت عودة الرئيس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي إلى العاصمة عدن إحدى هذه التحركات التي استهدفت تحصين العاصمة عدن من أي محاولة من شأنها اختراقها بعد أن تركتها حكومة المناصفة من دون أن تؤدي مهامها على الأرض.
ليس هذا فسحب بل أن المجلس الانتقالي استطاع أن يحصن محافظات الجنوب وعلى وجه التحديد محافظة أبين من أي محاولات لاختراقها من قبل الشرعية الإخوانية الساعية نحو التراجع عن تنفيذ بنود الشق العسكري والتي بمقتضاها سحبت قواتها من المحافظة، غير أن القوات المسلحة الجنوبية تقف صامدة أمام محاولات عودتها مرة أخرى إلى المحافظة.
على المستوى السياسي لم يترك الانتقالي مناسبة واحدة إلا وشدد على أهمية تنفيذ باقي بنود اتفاق الرياض والحفاظ عليه وأهمية تحصينه من محاولات الانقضاض عليه، بل أنه أبدى التزاما ببنوده منذ أن جرى التوقيع عليه وهو ما يشكل عائقا آخر أمام مليشيات الشرعية التي كانت تعَول على أي أخطاء يرتكبها المجلس للتملص من الاتفاق، غير أنها في النهاية وجدت نفسها مرغمة على سحب وزرائها من العاصمة عدن ومن دون سبب منطقي ما جعلها في موقف حرج.
وقف المجلس الانتقالي صامدا في وجه جميع القرارات التي اتخذتها الشرعية الإخوانية واستهدفت التعدي على اتفاق الرياض وتجاوزه، بدءا من القرارات القضائية المشبوهة، ومرورا بمساعي اختراق الجنوب عسكريا، ونهاية بقرارات إقالة قوات الأمن الخاص في الجنوب، وأدركت الشرعية أنها لن تستطيع الاستمرار على نفس النهج لأن دائرة الخناق تضيق عليها وأضحى الإصرار الجنوبي على تنفيذ اتفاق الرياض أكبر من أي محاولة لعرقلته.
طالبت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، في اجتماعها اليوم السبت، في العاصمة عدن، رئيس حكومة المناصفة بالعودة إلى العاصمة عدن، لتلبية مطالب المواطنين.
وشددت برئاسة عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، على الوفاء باحتياجات السكان في الجنوب، والعمل على منع الانهيار الاقتصادي وتدهور الخدمات، وإنقاذ العملة المحلية، مؤكدة أن المواطن البسيط يتحمل تداعياتها الكارثية.
ودعت إلى تقييم أداء حكومة المناصفة منذ وصولها إلى العاصمة عدن، والكشف عن أسباب تعثرالتزاماتها.
ونوهت بأهمية التفاعل مع تطور الأزمة في اليمن، لإيقاف الحرب، ومعالجة الوضع الإنساني، وإعادة النظر في بعض القرار 2216 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، والتحضيرات الجارية بهذا الخصوص، وتعديله خلال اجتماعات مجلس الأمن الدولي المقبلة.
واطلعت، بمشاركة وزراء المجلس في حكومة المناصفة، والقادة العسكريين والأمنيين الجنوبيين، من أحمد حامد لملس محافظ العاصمة عدن، على جهود تفريغ ناقلة النفط المقدمة ضمن المنحة السعودية للمحروقات في ميناء الزيت، معبرةً تقديرها لمبادرة المملكة العربية السعودية.
وقبل أيام أكد الزُبيدي التزام المجلس الانتقالي الجنوبي، التزامًا كاملا بتعهداته والاتفاقيات التي وقعها، وفي مقدمتها اتفاق الرياض الذي رعته المملكة العربية السعودية، مجددًا دعوته لحكومة المناصفة لأداء مهامها الرئيسية المُحددة وفقًا للاتفاق.