الولايات المتحدة تفضح خيانة الشرعية الإخوانية
رأي المشهد العربي
لم تكن الشرعية الإخوانية تدرك بأن ضبط الولايات المتحدة للسفينة الإيرانية المحملة بالأسلحة في بحر العرب حينما كانت في طريقها إلى المليشيات الحوثية سيفضح خيانتها بشكل أكبر أمام المجتمع الدولي، لأن السفينة كانت في طريقها لأن ترسو في واحد من ثلاثة موانئ جميعها تحت سيطرتها سواء في المهرة أو حضرموت أو شبوة.
فضحت الولايات المتحدة الأمريكية الدور المشبوه للشرعية الإخوانية من دون أن تقصد ذلك، لكن الكشف عن السفينة والتأكد من تبعيتها لإيران يبرهن على أن الشرعية أضحت بمثابة جسر رابط بين المليشيات الحوثية وإيران، وبالتالي فإنه ليس من المستغرب أن تقوم بتسليم الجبهات وتتركها خاوية على عروشها من أجل سيطرة العناصر المدعومة من إيران عليها طيلة السنوات الماضية.
ليست هذه المرة الأولى التي يجري فيها ضبط الشرعية متلبسة في وقائع تهريب السلاح إلى المليشيات الحوثية، إذ أن العناصر التابعين لجنرال الإرهاب علي محسن الأحمر طالما تورطوا في مثل هذه الجرائم على مدار السنوات الماضية، غير أن الجديد هذه المرة أنها الواقعة تحت مرأى ومسمع من المجتمع الدولي، وأن رائحة خيانة الشرعية بدأت تفوح على نطاق أوسع دوليا بعد أن كان الأمر مقتصرا على الداخل.
إذا كان هناك تحقيق دولي بشأن مسار هذه السفينة ومكان وصولها فإن الشرعية بالطبع ستكون متهمة بشكل رسمي في تهريب السلاح إلى المليشيات الحوثية، بالطبع ليس هناك ما يثبت حتى الآن أن هناك تحقيقا سيجري لكنه يعد أمرا متوقعا تحديدا بعد أن توالت عمليات ضبط السفن المحملة بالسلاح في بحر العرب، وبحسب البنتاجون الأمريكي فهذه هي المرة الرابعة خلال أقل من عامين، كما أن هناك رغبة أمريكية في الضغط على إيران لتخفيف جرائمها ما يجعلها أكثر اهتماما هذه المرة بالتعرف على معلومات أكثر بشأنها.
تضيق الدائرة شيئا فشيئا على الشرعية الإخوانية فبعد أن أضحى المجتمع الدولي متيقنا من خيانتها في مأرب بعد أن سمحت قواتها للعناصر المدعومة من إيران للتقدم إلى حدود المدينة التي تشكل معقلها الرئيسي في اليمن الشمالي، يأتي الإعلان عن هذه الواقعة في التوقيت الذي يمارس فيه المجتمع الدولي ضغوطه على إيران لوقف معارك مأرب ليجعل تصرفاتها مرصودة بدقة سواء كان ذلك على مستوى التحالف العربي الذي أضحى متيقنا من خيانتها أو على المستوى الدولي بعد أن ظلت تمارس خيانتها في الخفاء.