ملحمة شعبية في عدن
رأي المشهد العربي
منذ أن عاد الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي إلى العاصمة عدن، قبل أسبوعين تقريبا، تشهد عاصمة الجنوب ما يمكن وصفه بـ"الملحمة الشعبية" جراء اللقاءات العديدة التي عقدها الزُبيدي مع كافة المكونات الشعبية في الجنوب والتي كان لها أثر إيجابي سريع على مستوى ثقة المواطنين في قيادتهم السياسية وأدوارهم الفاعلة على طريق استعادة دولة الجنوب.
تستمر اللقاءات الشعبية التي يجريها الزُبيدي مع المواطنين العاديين والقوى السياسية والنخب الجنوبية، وهي لقاءات مهمة للغاية لأنها بمثابة جسر مباشر للتواصل بين قيادة الجنوب وشعبه، في ظل التحديات العديدة التي تعترض طريق القضية الجنوبية، وفي ظل تصعيد إخواني حوثي سياسي وعسكري يستهدف إضعاف الجنوب والانقضاض على المكتسبات التي حققها طيلة السنوات الماضية.
أهمية هذه اللقاءات تنبع من كونها ترسم شكل العلاقة بين شعب الجنوب ودولته المستقبلية، إذ أن الانتقالي منذ أن تأسس في العام 2017، وهو حريص كل الحرص على أن يتواصل بشكل مباشر مع المواطنين من دون أن يكون هناك وسيط، الأمر الذي كان له مردود إيجابي على مستوى استجابة المواطنين لنداء المجلس الانتقالي في مناسبات سياسية وفعاليات احتجاجية عديدة كانت سببا مباشرا في الاعتراف الدولي بالمجلس ووضعت قضية الجنوب على طاولة مباحثات المجتمع الدولي.
يدرك المجلس الانتقالي الجنوبي أن أبناء الجنوب عانوا ويلات جرائم الشرعية الإخوانية على مدار السنوات الماضية وبالتالي فهو يعمل على التعامل مع هذه الجرائم عبر التعرف على احتياجات المواطنين والتعرف على المصاعب التي تواجههم، لتشكيل بيئة محصنة ضد إرهاب مليشيات الإخوان التي لن تجد وعاء شعبيا يقبل بوجودها في الجنوب، وأن انحياز المواطنين لقضيتهم وإدراكهم لممارسات مليشيات الإخوان الاحتلالية يختصر كثيرا من طريق استعادة دولة الجنوب وطرد مليشيات الشرعية الإخوانية.
ما يحدث في العاصمة عدن بالوقت الحالي هو ملحمة لا تقل أهمية عن الملحمة العسكرية التي تسطرها القوات المسلحة الجنوبية على أكثر من جبهة جنوبية، لأن التواصل مع المواطنين في تلك الظروف الصعبة لا يأتي إلا من قيادة جريئة تتحمل مسؤوليتها وتتعامل مع شعبها بصدق وهو ما يعزز الثقة ويمنح مزيدا من المساندة الشعبية لتحركات الانتقالي سواء كان ذلك على المستوى الدبلوماسي أو السياسي أو العسكري.